جبران لن يسير بأزعور… وتنازل حزب الله مكلفٌ جداً!

جبران لن يسير بأزعور… وتنازل حزب الله مكلفٌ جداً!

يفضّل المحلل السياسي إبراهيم ريحان التريّث في توصيف المشهد السياسي المقبل بإنتظار ما ستؤول إليه الأمور بعد القمة العربية المرتقبة في جدة، وما سينتج عن اللقاءات والمحادثات فيها.

وإذ لا يعتقد ريحان أنه سيتم طبخ التسوية الرئاسية خلال هذه القمة، فإنه يلحظ أن معطيات يجب التوقّف عندها، وأبرزها أن تمسّك حزب الله بسليمان فرنجية واضح وجرى تدعيمه من خلال الموقف السعودي القائل أن لا فيتو سعودياً على أي مرشح.

ويرى في هذا الإطار أن التكتل المسيحي المعارض يريد تصعيب المهمّة على فرنجية، ليس من الناحية الدستورية لأن مجرد أن يسير جنبلاط مع الثنائي يكون فرنجية قد أمّن الـ 65 صوتاً, إذا هذه ليست مشكلة سليمان فرنجية لكن مشكلته أنه لا يريد أن يكون رئيساً صدامياً ولا يريد أن يصطدم مع أكبر حزبين مسيحيين.

والسؤال الذي يجب أن يطرح، برأيه، ويذهب عن بال البعض هو “إذا تنازل حزب الله عن سليمان فرنجية فما هو المقابل الذي سيطلبه؟”.

ويسأل: هل المقابل الذي يمكن أن يطلبه حزب الله أسهل من وصول فرنجية إلى سدّة الرئاسة؟ ليجيب بنفسه عن السؤال جازماً بأن ما سيطلبه حزب الله مقابل التخلّي عن فرنجية هو أصعب بكثير من وصول الأخير إلى بعبدا.

وينصح المعارضة أن تفكّر قليلاً بواقعية وتحديداً الأحزاب الثلاث المسيحية، ولا تتصرّف من منطلق شخصي سياسي ضيّق كما هي العادة كل ست سنوات.

ويحثّ ريحان هذه المعارضة على قياس الربح والخسارة في حال تنازل الحزب عن دعم سليمان فرنجية، فلن يكون ذلك مجانا خصوصاً أنه يملك 27 صوتاً نيابياً شيعيا يمكّنه من نزع الميثاقية عن إنتخاب أي رئيس.

ويقول: المعارضة المسيحية لا تملك كل الأصوات المسيحية في حين أن الثنائي يملك كل أصوات الشيعة ويستطيع إستعمال هذا السلاح في المعركة الدستورية.

ويضيف: كما أن مفتاح مجلس النواب في يد هذا الثنائي، لذلك فإن الواقعية السياسية تقول أن الوصول إلى تسوية رئاسية مع سليمان فرنجية أهون بكثير من أن يطالبوا الحزب بالتنازل عن ترشيحه لأن المقابل الذي سيطلبه حزب الله مكلف جداً جداً.

ويذكّر أن الحزب في الـ 2016 وسط المشهد الخارجي المتأزّم أصر على ميشال عون وجاء به رئيساً، فلماذا يتنازل اليوم وسط أجواء التهدئة بالمنطقة، ومقابل ماذا عليه أن يتنازل، فماذا لو طلب الحزب تعديل الدستور مثلاً ليثبت وزارة المالية للشيعة ماذا سيكون ردّ هذه المعارضة حينها؟

ويعتبر أن على المعارضة المسيحية التفكير بواقعية السياسية بعيداً عن الموقف الشخصي الذي يطغى على مقاربتها للملف الرئاسي، لأن بعض الأحزاب تنظر إلى الرئاسة من خلال ” زغرتا- البترون- بشري”.

وبعيداً عن الرأي الشخصي بفرنجية، فهو يرى بفرنجية الشخصية التي يمكن التحاور معها إضافة إلى أن لديه بعض الحظوظ، ويعلّق على مأخذ المعارضة على فرنجية بأنه قريب من حزب الله والنظام السوري بالقول: يجب قراءة هذا الأمر بإيجابية فهو واضح ولم يغير من قناعاته أبداً كما فعل غيره.

ويخلص إلى أن هذا التوصيف للواقع يأخذنا لرؤية الأمور بمنظار محايد والذي يبيّن أن الطرف الأقوى الذي يملك كافة أصوات الشيعة لديه مرشحه ولن يتنازل عنه مجاناً وهو يستطيع نزع الميثاقية عن أي رئيس أو حكومة.

ويسأل أين المخرج هل يكون بتكتّل المعارضة التي توصل جهاد أزعور، ولكن من قال أن جبران باسيل سيسير به أساساً؟ ليعود ويجزم أنه لن يسير به، لأن جبران حريص إلى أبعد الحدود أن لا يكون هناك تصادم مع حزب الله حتى في حال فك التفاهم بينهما.

ووفق ما عرضه من معطيات يرى أن الأمور ذاهبة إلى ما بعد القمة العربية.

Exit mobile version