ميقاتي: مَن يذهب إلى السعودية سيُفاجأ بالتغيير!

ميقاتي: مَن يذهب إلى السعودية سيُفاجأ بالتغيير!

أكّد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن “إنعقاد القمة العربية في السعودية هذا الأسبوع يكتسب أهمية مزدوجة، فهو من جهة يؤكد دور المملكة البارز والفاعل والريادي في العالم العربي والمنطقة، بتوجيه من الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهد المملكة الأمير محمد بن سلمان، الذي يقود عهد النهضة السعودية، بثقة وعزم من خلال تنفيذ “رؤية 2030″ التي تحقق للمملكة نهضة تطويرية على المستويات كافة، وهذا ما يترجم من خلال الحركة النشطة لتنمية وتنويع الاقتصاد بكل جوانبه ومرتكزاته، وتطوير التعليم والتنمية البشرية المستدامة”.

ورأى، في حديث لـ”جريدة الرياض” السعودية، أن “مَن يذهب إلى السعودية سيفاجأ بالتغيير الحاصل، خاصة أن معظم المواطنين السعوديين هم من جيل الشباب، الذين دخلوا الحداثة والتكنولوجيا بكل معانيها”.

وأشار ميقاتي، إلى أن “الفضل في ذلك يعود بالدرجة الأولى إلى القيادة السعودية، التي تقود مشروع نهضة حقيقي”، لافتاً إلى أن “أكثر ما تتميز به خطة سمو ولي العهد، أنها تعرض تحولاً جذرياً في الاقتصاد السعودي، من خلال طرح أفكار جديدة يدفع تنفيذها باقتصاد المملكة أشواطاً سريعة نحو الأمام، إنها بحق خطة تحمل بذور النجاح في التخطيط والتنفيذ، خاصة أنها تطمح إلى بناء قطاعات إنتاجية وصناعية، واستثمارات تخفف من الاعتماد على عائدات النفط”.

وإعتبر، أن “الأهمية الثانية للقمة في هذا التوقيت، تتمثل في مواكبة التطورات الكبيرة التي حققتها المملكة، أولاً، على صعيد التفاهمات في المنطقة، إضافة إلى الأحداث المختلفة التي تحصل وينبغي مواكبتها والتفاعل معها، ناهيك عن الملفات الضاغطة والطارئة التي تشهدها المنطقة وتبدّل خارطة التفاهمات والاستراتيجيات”.

وشدّد ميقاتي، على أن “زيارته إلى المملكة تكتسب القمة أهمية قصوى في هذا التوقيت، أولاً من جهة المساهمة العربية الفاعلة في دفع الحلول المطلوبة لمعالجة الأوضاع الراهنة، عبر ثوابت أساسية كان للمملكة العربية السعودية دور أساسي في إرسائها، من خلال اتفاق الطائف، الذي لا يزال يشكل الإطار المناسب لإدارة شؤون البلاد، وعمل المؤسسات الدستورية”.

وتابع، “نتطلع إلى أن تشكّل القمة فرصة لطرح الإشكاليات الأساسية المرتبطة بوضع النازحين السوريين في لبنان، والذي بات يشكل ضغطاً كبيراً على الواقع اللبناني برمته، وتهديداً جدياً للاستقرار فيه، مما يتطلب تعاوناً عربياً أولاً، ومع المجتمع الدولي لمعالجة هذه المعضلة، ومما لا شك فيه، أن التفاهمات العربية – العربية التي طرأت أخيراً تشكل عاملاً مساعداً للإسراع في معالجة هذا الملف الشائك”.

واستكمل، “اللقاء الذي عقدته مع الأمير محمد بن سلمان في السعودية كان قائماً على الصراحة، حيث عبّر عن دعمه للبنان للخروج من أزمته، ودعم مؤسساته، ولكن شرط تنفيذ الإصلاحات البنيوية المطلوبة، وقيام المؤسسات اللبنانية بدورها الكامل، لا سيما لجهة انتخاب رئيس جديد للبنان. وكان واضحاً في مقاربته، حيث أكد أن الأولوية هي لقيام اللبنانيين بواجباتهم، وبالإصلاحات الأساسية، وبمنع أي تهديد يطال أمن المملكة وسلامتها”.

وأكد ميقاتي، أنه “في هذا الملف، الحكومة اللبنانية تقوم بكل الإجراءات المطلوبة لمنع تكرار أي تهديد تتعرض لها المملكة العربية السعودية، أو أي دولة عربية أخرى، وإرسال أي ممنوعات تهدد سلامة المجتمع السعودي انطلاقاً من لبنان”.

وأعلن، أنه لمس من الملك “حرصه على أمن لبنان واستقراره، وعلى استمرار الدعم الإنساني الذي تقدمه السعودية للشعب اللبناني. وقال: “إنني على ثقة أن المملكة كانت وستبقى الشقيق الأكبر للبنان، وتسعى في كل المحافل العربية والدولية للمحافظة على أمنه واستقراره، وسلامته، ووحدة أبنائه”.

واعتبر، أن “ما تقوم به الحكومة، هو معالجات آنية مطلوبة وأساسية لوقف الانهيار، وتأمين استمرارية عمل الدولة والمؤسسات، وإجراءات موضعية لوقف الانهيار، ولكن هذه الإجراءات ليست الحل النهائي. وتابع، “لذلك، المطلوب تعاون المجلس النيابي وكل القيادات السياسية، للإسراع في انتخاب رئيس جديد، مما يتيح للبلد فترة سماح تترافق مع تشكيل حكومة جديدة، واستكمال ورشة الإصلاحات، لولوج باب الحل والتعافي”.

وشدّد ميقاتي، على أنه “لا خيار أمامنا إلا القيام بالإصلاحات المطلوبة، والتعاون مع صندوق النقد الدولي، الذي يشكّل الباب المتاح للحصول على الدعم الدولي للبنان”.

ولفت إلى، أن “هذا الأمر لمسته من كل الاجتماعات واللقاءات التي أعقدها في الخارج، وهناك شبه إجماع، أن لا حل إلا من هذا المدخل، ولا مساعدات للبنان قبل إنجاز الإصلاحات. وهذا أيضا ما لمسته من سمو ولي عهد المملكة شخصياً، الذي شدد على أولوية قيام اللبنانيين بواجباتهم، وعدم انتظار الحلول من الخارج”.

وختم ميقاتي مؤكداً، “لا بديل عن تعاون المكونات السياسية كافة، على إنجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت، لأن البلد من دون رئيس سيظل يعاني من خلل بنيوي أساسي، لا تعوّضه الحلول المؤقتة”.

ليبانون ديبايت

Exit mobile version