“نواب في جيب نصرالله”… هل باعت السعودية سنّة لبنان
تتوجّه الأنظار غداً إلى القمة العربية الإستثنائية بتوقيتها وظروفها والمشاركين فيها، فهي القمة الأولى التي يشارك بها الرئيس السوري بعد استبعاد سوريا لسنوات عن القمة، كما أنها تؤشر لعوامل كثيرة بدأت تتغير في المنطقة لا سيّما على الصعيد السني والخشية من أن تكون الحلول على حساب سنة سوريا ولبنان.
يبرر النائب السابق مصطفى علوش في حديث إلى “ليبانون ديبايت” ذهاب الأسد إلى القمة العربية بأن الزعماء العرب عندما قرروا السماح بمشاركة سوريا في القمة العربية والرئيس بشار الأسد تحديداً ركنوا إلى الواقعية السياسية، لأنه عكس ذلك كان يحتم على كل زعيم عربي أن يفكر قبل الجلوس مع الرئيس بشار الأسد، وهذه الواقعية التي استندوا إليها ربما تعود إلى التفكير بالمآسي التي قد تنتظر سوريا وشعبها بعد طالما لم يستطيعوا التفاهم مع الأسد.
وإذ يأسف لأن الظروف الدولية جعلت من الأسد موجودا وحتى لو كان على حساب نصف مليون ضحية داخل سوريا إضافة إلى تهجيره نصف شعبه, فهو يعود ليشير إلى أنه لا يوجد وفق ما نرى علاقة بين السياسة والأخلاق.
وهل يمكن أن تبيع المملكة العربية السعودية سنة لبنان كما فعلت اليوم مع سنة سوريا، لا سيّما أن سنة المنطقة يعتبرون أن المملكة هي حصنهم الحصين؟
يلفت علوش إلى أن السعودية لم تدّعِ ولا لمرة واحدة أنها حامية “سنة العالم”، وقال: “علينا أن ننظر إلى السعودية كدولة ولديها رؤيتها كدولة ومن واجباتها أن تدافع عن الآخرين لكن بالتأكيد لديها واجبات تجاه شعبها وتجاه رؤية حكامها فيما يتعلّق بشعبها، لذا لا يمكننا وضع السعودية بالواجهة، بالتأكيد هناك إشكالات أيضا لدى أغلبية سنة العالم وفي كل بلد من البلدان، والسعودية من جهتها تسعى أن تكون دولة قبل أن تكون زعيمة السنة”.
ويقارب موضوع سنة لبنان وعلاقتهم مع حزب الله بموضوعية، فهم وحتى الأشخاص الذين إفترضوا أنفسهم أنهم بمواجهة حزب الله، كانوا مشتركين بالحكم معه، واليوم هناك 9 نواب من السنة أي تلت النواب كأنهم موجودين في “جيب السيد حسن نصرالله”، والبقية الذين يمثلون السنة أيضا لديهم حساباتهم والتي هي مختلفة عن حسابات الرؤية الموضوعية في السياسة، لكن يؤكد بأن كل “سنة لبنان” وبقياداتهم السياسية دخلوا بشراكة مع حزب الله بالحكم على مدى 18 عاما، إذا المشكلة هي ليست بالسعودية بل المشكلة تتمثل بماذا نريد نحن على الأرض الواقع.
وعن أهمية إنعقاد القمة على مستقبل المنطقة، يتوقّع علوش بأن يكون هناك مسار سيصدر عن القمة يسعى إلى مساعدة سوريا على إعادة المهجرين والنازحين ويشجع على الحل السياسي وأيضا على إعادة البناء لكن بشكل متدرج.
ولكنه يلفت إلى أنه لن يكون هناك شيكات من دون رصيد للأسد بالمرحلة القادمة، لكن الثقة قد تكون عالية ببعض القيادات العربية بأنها تسعى فعلاً للإستقرار وإلى إنشاء عالم جديد، لكن ليس لدي ثقة بأن الأسد بإستطاعته الوصول إلى التطلعات أو للشروط المطلوبة منه لكي يعود كفاعل ضمن العالم العربي.
أما على مستوى لبنان ماذا ستحمل القمة له؟ يقول: بالتأكيد ستتناول الموضوع اللبناني من حيث ضرورة إنتخاب رئيس وإستقرار الوضع والدعم للبنان، لكن لن يكون لبنان في هذه المرحلة الحالية الطبق الرئيسي ولن يكون هناك قرارات قادرة على التطبيق قبل رؤية المسار اليمني والسوري أيضا، لكن من المتوقع في مراحل قادمة.
ليبانون ديبايت