فضل الله: مددنا يدنا للجميع وقلنا إننا مستعدون
أقامت مؤسسة الاستشفاء والعناية النفسية مستشفى الشهيد صلاح غندور في مدينة بنت جبيل، برعاية عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله، المؤتمر الطبي الخامس، وذلك في قاعة مجمع أهل البيت (ع) في المدينة، بحضور نقيب الأطباء في لبنان البروفسور يوسف بخاش، مدير مستشفى الشهيد صلاح غندور الدكتور محمد سليمان، وعدد من الأطباء، والجسم الإداري في المستشفى، وعدد من المدعوين.
وبعد تلاوة آيات بينات من القرآن الكريم، تحدث فضل الله فقال: “يجمعنا في هذا الصباح هذا الملتقى العلمي لمستشفى الشهيد صلاح غندور في مدينة بنت جبيل في ذكرى أيام التحرير، الذي أنجزته المقاومة وشعبها حينما قدمت أغلى التضحيات، ومن بينها من يحمل هذا المستشفى اسمه كواحد من استشهاديها ألا وهو الشهيد صلاح غندور، وهو التحرير الذي أعاد لنا الأرض وحماها، وأعاد الناس إلى قراهم أعزاء يعيدون إعمارها وضخ الحياة فيها، ونحن في الوقت الذي نشهد فيه هجرة للأطباء إلى الخارج، نأتي إلى بنت جبيل لنحيي هذا المؤتمر العلمي، ونؤكد على ضخ الحياة والأمل بالمستقبل، وأن هناك فرص موجودة لهذا المستقبل في بلدنا”.
وتابع: “بموازاة جهد التحرير والحماية وفرض معادلات ردع العدو، فإن المقاومة تسهم أيضاً في تنمية مجتمعها وتعزيز صمود أهلها، وهذا المؤتمر هو جزء من هذه الجهود والأنشطة التي تقوم بها المؤسسات الرعائية للتنمية، وكذلك تعمل على مواجهة الانهيار المالي والاقتصادي وانعكاساته على مؤسسات الدولة، وبالأخص على القطاع الصحي والمستشفيات الحكومية وعلى عمل وزارة الصحية كما انعكس على قطاعات أخرى”.
وأشار فضل الله إلى أن هذا المستشفى واحد من المؤسسات الكثيرة المنتشرة في لبنان لخدمة الناس، لأن إحدى أهم الأولويات اليوم، هي توفير سبل الرعاية الصحية للمواطن، بعدما تراجعت التقديمات الرسمية، بل تكاد هذه التقديمات تضمحل في الاستشفاء والدواء باستثناء ما سعينا إليه مع كتل أخرى من أجل تعزيز دعم الأدوية للأمراض المستعصية من خلال الموازنة العامة، أو من خلال ما توفّره الحكومة من تمويل لهذه الأدوية. وقال: “هذا المستشفى منذ عام 2000 يعمل في خدمة أهله مراعيًا الظروف المعيشية بخاصة في هذه المرحلة، ونسجل هنا حالة التكافل الاجتماعي لمواجهة الانهيار وما تسبب به من أضرار على القطاع الصحي”. وأضاف، “في العام الماضي ومن خلال الدعم الذي تلقاه المرضى في هذا المستشفى وحده، فإن 112 ألف حالة مرضية تمت رعايتها مادياً من خلال حزب الله وعبر الأيادي البيضاء، وهي نسبة عالية لمن تلقوا العلاج في هذا المستشفى فقط، ونسبة الرعاية تتجاوز أحياناً الـ 50 بالمئة من التكلفة مع الأسقف المتدنية للتكلفة الموجودة في هذا المستشفى”. وأردف، “هذا فضلاً عن الرعايات المادية التي يوفرها حزب الله للمرضى في المستشفيات الأخرى، لأننا نعرف أن تكلفة الاستشفاء والدواء أصبحت مرتفعة جداً، ونحن نحاول قدر الإمكان أن نخفف من المعاناة الصحية من خلال مجموعة من صناديق الدعم التي نرعاها”. ولفت فضل الله إلى أنه على الصعيد الصحي العام، فإنّ “حزب الله ومن خلال الهيئة الصحية الإسلامية بفروعها الستين المنتشرة في مختلف المناطق اللبنانية، قد أمّن دعماً صحياً في الأشهر الثلاث الأولى من هذا العام لـ 425 ألف مواطن تلقوا خدمات صحية متنوعة وبأسعار زهيدة جداً”. واستكمل، “هناك 385 ألف مواطن استفادوا من فاتورة دواء تشمل كل فاتورة أكثر من نوع للدواء، بتخفيضات يصل بعضها إلى حدود الـ 80 بالمئة عن سعر السوق، ونعتقد أنه في الأيام والأشهر المقبلة، سنجد ارتفاعاً كبيراً في هذه الأعداد، لأن هناك ضغطاً كبيراً على هذه المراكز في مختلف الأراضي اللبنانية، وهذا تستفيد منه فئات متنوعة من مشارب متنوعة، لأن المراكز منتشرة في أغلب المناطق اللبنانية، وهذا الجزء من المؤسسات الرعائية الصحية، يضاف إلى بقية مؤسسات حزب الله الناشطة في المجتمع الأهلي. وأضاف، “ربما هذا يغيظ أعداء بلدنا ويسقط بعضاً من مفاعيل حصارهم، فيحاولون بالعقوبات والتضليل واستخدام بعض الأدوات المحلية استهداف مثل هذه الأنشطة الرعائية التي يستفيد منها اللّبنانيون، ومع ذلك نحن مستمرون وسنواصل تقديم الخدمة كجزء من المسؤولية الشرعية والوطنية، ومن يريد أن يغتظ في البلد فهذا شأنه، فنحن مددنا يدنا للجميع وقلنا إننا مستعدون أن نقدم المعونة لكل من يحتاج، وحتى عندما وقعت جائحة كورونا، عرضنا خدماتنا على كل المناطق اللبنانية”. وفي الشأن السياسي، شدّد فضل الله على أنّنا معنيون في لبنان أن نستثمر في المناخات الجديدة الناشئة عن المصالحات والتوافقات وحل النزاعات في المنطقة، وهو ما رأيناه في الأشهر القليلة الماضية، وما رأينا بعض جوانبه في القمة العربية. ورأى فضل الله أنّ “الخطوة الأولى هي في تفاهمنا الداخلي، وأن نذهب لانتخاب رئيس للجمهورية وفق قواعد الدستور وبعيدًا عن أي رهانات خاطئة، لأن البعض لم يتعلم منها بعد، ويصر على المكابرة وإنكار الوقائع والواقع والبناء على أوهام”. وأكّد، “من جهتنا حددنا موقفنا من مرشح طبيعي، ودعونا إلى حوار وتفاهم، ومن حقنا الطبيعي والدستوري أن نسعى لتوفير فرص النجاح لمن ندعم، ومن حق الآخرين أن يقوموا بالأمر نفسه”. وختم آملاً أنّ “نتمكن جميعاً من انجاز هذا الاستحقاق في أقرب فرصة ممكنة لتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات، ومن ثم الانطلاق نحو العمل جميعاً من أجل التعافي وإعادة النهوض ببلدنا”. |
ليبانون ديبايت