قريباً.. لقاح عالمي ضد الإنفلونزا الموسمية

أعلنت معاهد الصحة الوطنية في الولايات المتحدة هذا الأسبوع بدء المرحلة الأولى من التجربة السريرية لاختبار لقاح محتمل ضد الإنفلونزا يستخدم تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA)، وستتم مقارنة السلامة والاستجابة المناعية للجرعة التجريبية بلقاح الإنفلونزا السنوي المعتاد.

تم تطوير اللقاح المرشح من قبل باحثين في مركز أبحاث اللقاحات في المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية (NIAID) التابع للمعاهد الوطنية للصحة.

وتقوم المعاهد الوطنية للصحة بإجراء هذه التجربة بالاشتراك مع جامعة ديوك في ولاية كارولينا الشمالية حيث يخططون لتسجيل ما يصل إلى 50 متطوعًا تتراوح أعمارهم بين 18 و 49 عامًا ويتمتعون بصحة جيدة.

وسيتم تقسيم المتطوعين إلى عدة مجموعات بحيث ستتلقى الثلاث مجموعات الأولى جرعة واحدة من أصل ثلاث جرعات من اللقاح من أجل معرفة الجرعة المثلى.

وبمجرد معرفة الجرعة المثالية، سيتم إعطائها لمجموعة رابعة، أما بالنسبة للمجموعة الخامسة فإنها ستكون بمثابة عينة مقارنة وستحصل على لقاح الإنفلونزا الموسمية المعتاد والذي يوفر الحماية ضد سلالات الفيروس الأربعة المتوقع انتشارها خلال الموسم الحالي، وبعد التطعيم، سيتم مراقبة المتطوعين لمدة تصل إلى عام.


لا تزال الأنفلونزا الموسمية تشكل تهديدًا خطيرًا للصحة العامة في أمريكا، وفي بعض الأحيان، كانت الأنفلونزا أكثر الأمراض المعدية فتكًا التي شوهدت سنويا في البلاد قبل مجيء كوفيد -19.

فعلى سبيل المثال، تشير التقديرات إلى أنه من عام 2010 إلى 2020، تسببت الأنفلونزا في مقتل ما بين 12 إلى 52 ألف شخص وتم نقل ما بين 140 إلى 710 ألف حالة إلى المستشفى. كل عام، يصاب الملايين من الأمريكيين بمرض الأنفلونزا, مما يتسبب في خسارة المليارات من الأجور.

إن لقاح الأنفلونزا الموسمية يمنع العديد من الأمراض المرتبطة بالإنفلونزا، وحالات الاستشفاء،, والوفيات، ولكن يمكن أن تختلف فعالية هذا اللقاح بشكل كبير من عام إلى آخر، وذلك اعتمادا على مدى جودة تنبؤ العلماء بالسلالات الفيروسية المنتشرة في الموسم المقبل. وبما أن فيروس الأنفلونزا يتحور بسرعة، فإن أي حماية يوفرها تكون مؤقتة وعليه يجب تجديدها سنويا، لذا فإن لقاح الإنفلونزا الشامل الحقيقي – الذي يمكن أن يحفز استجابة مناعية مستدامة وواسعة النطاق لسلالات الإنفلونزا الحالية والمستقبلية – هو الكأس المقدسة في الطب.


قال هيو أوشينكلوس، المدير المناوب لدى المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية: “سيكون لقاح الإنفلونزا الشامل إنجازا رئيسيا للصحة العامة والذي سيلغي الحاجة إلى التطوير السنوي للقاحات الأنفلونزا الموسمية فضلا عن حاجة المرضى للحصول على لقاح الإنفلونزا كل عام. بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض سلالات فيروس الإنفلونزا لديها احتمالية كبيرة لإحداث جائحة، ولكن يمكن أن يكون لقاح الإنفلونزا الشامل بمثابة خط دفاع مهم ضد انتشار جائحة الإنفلونزا في المستقبل “.

من المحتمل أن يستغرق الأمر سنوات حتى يصل أي لقاح شامل للإنفلونزا في قيد التطوير إلى الجمهور حتى لو كان ناجحاً، ولكن في أفضل الأحوال، قد يكون لدينا عدة لقاحات للإنفلونزا لنختار منها.

ففي شهر أبريل، أبلغ مركز أبحاث اللقاحات عن نتائج مشجعة للمرحلة الأولى من تجربة لقاح مرشح مماثل يستخدم تقنية غير mRNA، في حين بدأت تجربة أخرى بقيادة المعاهد الوطنية للصحة لقاح تجريبي مختلف للإنفلونزا في العام الماضي.

Exit mobile version