صيدا كبيرة… سحابة صيف “مرّت”

صيدا كبيرة… سحابة صيف “مرّت”

إجتازت مدينة صيدا الجنوبية “قطوعًا”، كاد يُسبّب بلبلة وإشكالات للمدينة هي بغنى عنها.

وتصدّرت صيدا الأسبوع الماضي واجهة الأخبار المحلية، على خلفية ما شهده شاطئها من حادثة إستثنائية حيث تعرّض أحد مشايخ المدينة الإسلاميين مع مرافقين له لسيدة كانت ترتدي لباس البحر “المايوه” إستلقت وزوجها على شاطىء مسبح صيدا الشعبي.

ودعا ناشطون إلى مؤتمر صحفي على الشاطئ عقد أمس الأحد، للتعبير عن إستنكارهم لما يصفونه بأنّه تضييق على الحريات الفردية ورفضهم “القمع والترهيب”.

وفي المقابل، نظم “إسلاميون” معارضون لإرتداء “المايوه” وقفة على الشاطئ بالتزامن مع المؤتمر الصحفي، مما أدى إلى وقوع إشكال وتدافع على الشاطئ.

ويؤكد عضو هيئة علماء المسلمين في لبنان الشيخ أحمد محمود عمورة، أنّه “لم يكن هناك رغبة بالمشهد الصدامي الذي شهده شاطئ مدينة صيدا أمس على مُفتتح فصل الصيف، خاصّة كما هو معروف بالحركة التي يشهدها هذا الشاطئ في عطلة نهاية الأسبوع من مختلف المناطق”.

و”بالرغم من كل ما حدث” يُشدد الشيخ عمورة خلال إتصال مع “ليبانون ديبايت”، على أنّ “صيدا تبقى أكبر”، مشيرًا إلى أنّ “سحابة صيف مبّكرة عابرة وستستمر الحياة فيها كما هو المُعتاد وستبقى المدينة المحافظة والمرحّبة بضيوفها”، مشدّدًا عل أنّه “علينا فقط إحترام الخصوصية وإجماع المدينة الذي عبّرت عنه الجهة الرسمية والجهة الدينية”.

ويضيف: “مع إحترامنا لكل العائلات وحرصنا حتى على الإبن الضال الذي يمارس ممارسات خارج أعراف المدينة، لكن أن يصل به الأمر يأتي ويستفزّ مدينته بحافلات من الخارج لا تشبه صيدا ولا نسيجها فهذا في مبدأ الليقات والأبجديات غير معقول”.

هل هناك نوايا مبيتة لخلق “فتنة طائفية”؟ بكل “شفافية” يقول الشيخ أحمد: “لا أستطيع الدخول بالنوايا والذي حصل أمس “فتنة صغيرة” لكن يقظة دار الفتوى وبلدية صيدا وعلماء المدينة والقوى الأمنية جنبوا حصولها، ولم يكن الأمر لدرجة إنقسام إجتماعي أو عمودي في المدينة فهذا تهويل ولا أساس له من الصحة”.

ويلفت إلى أنّ “الموقف الرسمي والقانوني لمدينة صيدا ممثّل ببلدية صيدا التي تم الإعلان عنه في بيان رسمي، وموقفها العلمائي عبّرت عنه دار الفتوى وعلماء المدينة بخطبة موحّدة جامعة،” مضيفًا: “يعني لا أعلم كيف يمكن أن يُعبّر بعد عن إجماع ديني ومدني أكثر من هذا التعبير ولصالح أفراد من أبناء وعائلات المدينة”.

ويُشير إلى أنّ “البعض يحاول الإستقواء بمنظمات وأجندّات خارجية لأهداف “بروباغندا” ونضالية تمكّنه من إنتفاع مالي عن طريق الجمعيات التي تحدّث عنها وزير الداخلية بسام مولوي والبعض يمكن أن يذهب إلى مكان أبعد من هكذا وأنّ المقصود من هذا الحدث هو التشويش على الحدث الذي كان بالجنوب أي “المناورة العسكرية التي نفّذها حزب الله”.

ويختم عضو هيئة علماء المسلمين في لبنان الشيخ أحمد محمود عمورة حديثه، بالقول: “نحن بالنسبة لنا كل هذه الإفتراءات الإقليمية هي بعيدة المدى لا تعني لنا كثيرًا وما يمهنا هو أنّ مدينة صيدا هي لكل أبنائها ولكل جوارها ولكل زوارها المحترمين والمغتربين والسياح، ولا نريد تطرُّف من هنا وتطرُّف من هناك، وليس هناك أي بعد طائفي للموضوع ولا نريد تحميل الأمر أكثر، صيدا جامعة لكل تنوعها وللأعراف المتبادلة وللتعايش الأخلاقي، نريد الحفاظ عليها إنها مدينة للسياحة العائلية، فالسياحة أشكال مختلفة منها تراثية ومنها ثقافية”.

ليبانون ديبايت

Exit mobile version