“إيران باتت على حدود إسرائيل… ضغوطات خليجية كبيرة على الحزب!”
حجبت المناورة العسكرية التي نفذها “حزب الله” في الجنوب الأضواء عن غيرها من الملفات والعناوين وبشكل خاص الإستحقاق الرئاسي الذي بات يدور حول نفسه رغم المبادرات والمفاوضات والزيارات الداخلية والخارجية، وصولاً إلى المواعيد المضروبة للحسم وإنهاء الشغور في موقع رئاسة الجمهورية. ومن هنا فإن النائب السابق فارس سعيد يقرأ مناورة “حزب الله” في عرمتا بالأمس، بطريقة مغايرة عن غالبية القوى السياسية المعارضة للحزب، إذ يربط بينها وبين موعد انتخاب رئيس الجمهورية، معتبراً في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”, أنها تسرّع عملية انتخاب رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية من جهة، وتأتي في سياق ترجمة مفاعيل زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى مارون الراس إلى الجنوب. ومن ضمن هذا السياق، يذكّر الدكتور سعيد، بأن زيارة عبد اللهيان في 28 نيسان الماضي، قد حصلت “في غياب أي مسؤول لبناني” وأعلن خلالها أن “إيران باتت على حدود إسرائيل”، متابعاً بأنه و”في المقابل فإن إسرائيل تبدو موافقة على هذا الوجود بدلالة أنها قامت بترسيم الحدود مع الحزب”. وبالتالي فإن سعيد يعتبر أنه “وكما لم يعترض أي مسؤول سواء في الداخل او في الخارج، على كلام عبد اللهيان على الحدود، والذي أراد التثبيت بوجود الجمهورية الإسلامية في الجنوب، فلا يحّق اليوم لأي مسؤول في لبنان أو خارجه، أن يعترض على مناورة حزب الله في عرمتا، خصوصاً وأن عرمتا هي نتيجة عبد اللهيان”. ووفق سعيد، فإن هذه المناورة هي أيضاً رسالة من الحزب وإيران، إلى الإتفاق السعودي – الإيراني، عبر التأكيد بأن مفاعيل الإتفاق الايراني السعودي تنطبق فقط على اليمن، وليس في لبنان أو في سوريا، بمعنى أن لبنان ما زال صندوق بريد لإيران وإسرائيل. والأخطر في هذا الإطار، يضيف سعيد، أن إسرائيل قد قبلت بهذه المعادلة، وهي تنفذ غارات على سوريا عندما ترى أن إيران تقوم بنشاطات معادية لها، فيما عندما كان الوزير الإيراني في مارون الراس، لم تجرؤ إسرائيل على رميه بحجر. وعن ارتباط مناورة الحزب بالملف الرئاسي، يؤكد سعيد أنها “خطوة باتجاه انتخاب فرنجية، بمعزلٍ عن حراك المعارضة التي لا تزال تعتبر أن المعركة الرئاسية هي معركة أسماء، بينما هي معركة خيارات، والحزب وجد أن فرنجية سيحمي خياره”. ولذلك يؤكد سعيد أنه “على الشباب أن يتحضروا للمعارضة منذ اليوم، بمعنى أنه على المعارضة اليوم ان تستعد لتصبح معارضة وطنية غداً”. وعمّا إذا كان ذلك يؤشر إلى اقتراب موعد انتخاب الرئيس، يقول سعيد إنه من أصحاب مقولة “أن حزب الله يفضل الفراغ على انتخاب الرئيس”، إلا إذا حصلت ضغوطات خليجية كبيرة على الحزب في المرحلة المقبلة. |
ليبانون ديبايت