أزمة الرئاسة: فرنجية إلى باريس وباسيل يجيّش المعارضة
ليس من قبيل الصدفة أن يعود رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل من زيارته المُقتضبة الى فرنسا، حيث أجرى لقاءات ذات طابع سياسي، ومن ثم يجري استنهاض المفاوضات المسيحية – المسيحية. ما فهمه باسيل في باريس، أن الإخفاق المسيحي في الوصول إلى نتائج واضحة حول ملف رئاسة الجمهورية، هو ما يدفع بالأخيرة إلى الإستمرار بتبنّي ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية بصفته المرشّح الوحيد الذي يحظى بتأييد كتل أساسية في البلاد.
إذاً الرسالة التي حملها باسيل من باريس دفعت على ما يبدو إلى لمّ شمل قوى المعارضة المسيحية من جديد، وضخّت دماءً جديدة في الأزمة السياسية بين القوى المسيحية اللبنانية وفرنسا. وفي هذا الصدد، لوحظت حركة وسطاء على خط القوى الثلاث، “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني” والكتائب، وآخرين محسوبين على النواب المستقلين المسيحيين، في محاولة مستجدة للإتفاق على إسم مرشّح رئاسي.
وخلال نهار أمس، عادت قنوات معينة إلى تسريب إمكانية الإتفاق على أسم الوزير السابق جهاد أزعور مجدداً، مع العلم أن الأخير كان قد سبق له أن وضعَ تلك القوى في صورة عدم رغبته في أن يكون مرشّح مواجهة لأي فريق وفي مواجهة أي فريق آخر، وقد فهم أن “الفيتو” الذي رفعه “الثنائي الشيعي”، دفعه لإبلاغ خروجه من السباق. تبعاً لذلك، ما هو السبب الذي يدفع بتلك القوى إلى العودة مجدداً للنقاش بإسم أزعور، غير شراء الوقت والإستثمار في إسمٍ “محروق” أساساً، ولا يحظى بتأييد معظم الكتل المسيحية، وثمة خلافات داخلية – داخلية بين القوى لا سيّما لدى “التيار” على تبنّي اسمه؟ في هذا الوقت، علم “ليبانون ديبايت” من مصادر خاصة، أن فرنجية توجّه يوم أمس إلى العاصمة الفرنسية باريس لإجراء لقاءات مع مسؤولين فرنسيين، وتكتّمت أوساط “المردة” والمقرّبون من فرنجية حولها أو حول طبيعتها، أو برنامج عمله أو وجهته الأساسية. وتأتي زيارة فرنجية عقب أيام من عودة باسيل من زيارة إلى باريس. مصادر متابعة، قرأت في زيارة فرنجية الجديدة التي تأتي بعد قرابة شهر من زيارته الأخيرة، ورأت أنها تأتي في إطار التنسيق الدائم مع الفرنسيين في ما له صلة بترشيحه، ووضع الجانب الفرنسي فرنجية بآخر ما بلغه حراكهم السياسي، كذلك وضعه الجانب الفرنسي بصورة ما أنجزه في بيروت، مع الإشارة إلى كون الفرنسيين طلبوا من فرنجية خلال زيارة سابقة، أن يذهب للتفاوض والحوار مع القوى المسيحية في البلاد، والتي يبدو الآن أنها تتجاوز المشكلات في ما بينها وتكتل في مواجهته. بعيداً عن زيارة فرنجية، سادت أجواء في بيروت توحي باحتمال قيام الوفد القطري بزيارة جديدة إلى بيروت، من دون تحديد موعدها، قد تكون على صلة بقرب اجتماع الممثلين عن اللقاء الخماسي في الدوحة، وسط رغبة لدى الأخيرة بأن ينتج عن الإجتماع موقف ما. لذلك، تنشط لخلق مروحة إتصالات واسعة مع جميع القوى. وفهمت مصادر متابعة للحراك القطري، أنه مستمر في التناغم مع الجانب السعودي ومن خلفهم الأميركي، الذي يبدو أنه فوّض للقطريين حراكاً مختلفاً في مواجهة الفرنسين. فحين يُسأل القطريون عن الجهات التي يجري التنسيق معها في الملف اللبناني، يذكرون الأميركيين والسعوديين فقط، ما يشكّل إشارة بالغة تعطي انطباعاً حول عدم التنسيق مع الجانب الفرنسي. |
ليبانون ديبايت