ما علاقة الأزمة الاقتصادية بسمنة الأطفال في لبنان

ما علاقة الأزمة الاقتصادية بسمنة الأطفال في لبنان

تعتبر سمنة الأطفال من أكثر الحالات الطبية التي من شأنها فتح الطريق أمام أمراض لا تعدّ ولا تحصى في حياتهم. ففي حين أن أغلبية الأهل على بيّنة كبيرة من أهمية اتباع غذاء سليم وممارسة النشاط البدني باعتدال، قد يهمل البعض هذه الزاوية من حياة أبنائهم عند الصغر. إلا أن مخاطر عديدة تنتج عن هذا الإهمال.

“حالات السمنة لدى الأطفال تتزايد وبتنا نلاحظ أيضا مدى تأثير هذا الأمر على صحة الأطفال على اختلاف أعمارهم”.
بهذه العبارة وصّفت أخصائية التغذية عبير أبو رجيلي موضوع سمنة الأطفال في لبنان، قائلة إن عوامل عديدة تؤثر على اكتساب الأطفال وزناً زائداً ينتج عنه عدد كبير من الأزمات الصحية، داعية الأهل للإنتباه إلى ما يخزّنه أطفالهم من أطعمة.


وفي حديث لـ”لبنان 24″ قالت أبو رجيلي إن من أبرز هذه العوامل، العامل الوراثي أي رصد أي حالة سمنة زائدة لدى أفراد العائلة أو تناول أحدهم أو الطفل بحدّ ذاته، أنواعاً معينة من الأدوية، بالإضافة الى استهلاك الأطعمة غير الصحية كتلك الغنية بنسبة عالية من الدهون والسكريات.
وفي هذا الإطار، تطرقت أخصائية التغذية إلى الأزمة الاقتصادية في لبنان، قائلة إنه “بسبب الوضع الإقتصادي المتردي في الوقت الراهن، قد يعمد العديد من الأهالي إلى استهلاك أصناف غير صحية كونها قد تكون أرخص من سائر الأنواع الغذائية الأكثر صحة”.


كما عزت أبو رجيلي مشكلة السمنة لدى الأطفال إلى الخمول في صفوف هؤلاء، قائلة إنهم باتوا يمضون أغلب وقتهم على الآلات الإلكترونية مثل اللابتوب، الآيباد والهواتف المحمولة، سواء لغرض الدراسة أو التسلية، ما يؤدي إلى قضائهم وقتاً طويلاً جلوساً.
إلى ذلك، ركزت أبو رجيلي على أن للبدانة ارتدادات على النمط الدراسي للأطفال في المدارس إذ أن الوزن الزائد يمنعهم من التنفس بطريقة سليمة أثناء النوم، الأمر الذي يؤثر سلباً على تركيزهم ودراستهم.


وأشارت إلى أن حالة السمنة عند الأصغر سناً، ستؤدي حتماً إلى عدد كبير من الأمراض المزمنة مثل الضغط، السكري، الكوليسترول، القلب، متلازمة تكيّس البيض وغيرها، فضلاً عن المشاكل النفسية التي قد تتراكم لدى الكثيرين إثر تعرّضهم للتنمر بسبب وزنهم الزائد، إلا أنها أوضحت أنه في حال معاناة الطفل من مشاكل صحية، يفضّل أن يعتني به فريق متخصص.


من هنا، شددت أبو رجيلي على أهمية اعتماد النظام الغذائي السليم، من خلال عدم حرمان الأطفال من الأطعمة اللذيذة مثل الكوكيز، التشيبس وسواها من الأصناف المحببة لديهم، إلا أن السرّ هو في اللجوء إلى الخيارات الصحية منها مع الإنتباه إلى الكميات والإكثار من الخضروات والفواكه.


إلى ذلك، أكّدت أهمية تحفيز الطفل على ممارسة الرياضة مهما كان نوعها، على أن يكون مناسبا لعمره والتوجه نحو ما يفضّله من الهوايات التي تساعد على حرق الوحدات الغذائية.

لبنان24

Exit mobile version