اخبار محلية

إتهامات بالخيانة ودعوة للمحاسبة… رجال دين يدفعون ثمن تلاقيهم مع الآخر!

إتهامات بالخيانة ودعوة للمحاسبة… رجال دين يدفعون ثمن تلاقيهم مع الآخر!

في الزمن الذي ترتفع فيه نبرة الإصطفافات الطائفية على خلفية سياسية، يأتي عدد من المطارنة في لبنان ليثبتوا أنهم خارج تلك “الشواذات” الطائفية ويذهبون ليستشرفوا مع أخوانهم في الوطن إنتصارات الشعب اللبناني على أعدائهم في أهم معلم لهزيمة الجيش الإسرائيلي.

من معلم مليتا أطل المطارنة والكهنة على لبنان الآخر كما يحلو للبعض أن يسميه، فما مدى إنعكاس هذه الزيارة على مساعي التلاقي وكيف كانت في الميزان السياسي للقوى المعارضة لنهج حزب الله في لبنان؟

ذهب البعض إلى إتهامهم بخيانة دم بشير الجميّل والتخلي عن مسيرة الكنيسة المقاومة وإعطاء صك براءة للمحتلين، وحضّروا عريضة باسم أكاديمية بشير الجميل طالبوا بالتوقيع عليها لمحاسبة كل من شارك بالزيارة.

وجاء في العريضة:

تعتبر الكنيسة جسد المسيح وهي مؤتمنة على الخلاص الذي يريده الله لكل إنسان في هذا الوجود. وهي مؤتمنة على وكالة المسيح لها. وهذه الكنيسة تتألف بالدرجة الأولى منا نحن المؤمنين الملتزمين بتعاليمها والمؤتمنين عليها.

وإذ بنا نتفاجأ منذ يومين ببعض ” المكرسين المسيحيين” يتجولون داخل متحف مليتا لحزب الله… وهذا الأمر يعتبر بمثابة خيانة لدم بشير الجميل وشهدائنا، للأسباب التالية:
1- التخلي عن مسيرة الكنيسة المقاومة
2- إعطاء براءة صك للمحتلين للبنان الدولة ولبنان الحرية.
3- تكريس لمبدأ شعب وجيش ومقاومة.
4- إن صورة هذا اللقاء ستبقى للاجيال الآتية وثيقة لا تمحى ووصمة عار في تاريخ الكنيسة.

إن أكثرية المسيحيين يستنكرون هذا العمل المشين، ويستصرخون ضمائر المسؤولين في الكنيسة المحلية الجامعة، أي البطاركة والأساقفة، من أجل وضع حد لكل مكرس يتخطى سياسة الكنيسة في صون الحق والحقوق ويعتدي على دورها البنيوي في التنديد بالشر وإعلان الخير، من خلال التماهي مع قوى الأمر الواقع أو المساومة على سيادة الوطن وكرامة مواطنيه خصوصا لجهة مسايرة “القوي” بالسلاح والتسلط ظنا منه أنه يربح “عدوا” في حين أنه يخسر مجتمع.

لهذا وبناءً عليه وجدنا نحن خريجي أكاديمية بشير الجميل وأصدقاءنا وكل إنسان مؤمن بالفكر النضالي والقضية التي أحبها بشير انه من المناسب توقيع هذا النداء من أجل لبنان أولا ومن اجل الحقيقة لكي تكون معلومة ونهائية للجميع، ونطلب محاسبة واضحة وعلنية لكل من قام بهذه الزيارة بشكل واضح وصريح ليكونوا عبرةً للمستقبل! وطلبوا دعم هذه العريضة من خلال التوقيع عليها.

لكن للمطارنة المشاركين في الجولة رأي آخر، ويقول المطران حنا رحمة في حديث إلى “ليبانون ديبايت”: “نحن نقيم حواراً منذ زمن في منطقتنا مع حزب الله والشيخ محمد يزبك وهم قاموا بدعوتنا إلى الجنوب مع العلم أنّني لم أسمع بمليتا من قبل وذهبنا وحكينا الذي من المفروض أن يحكى”.

ويُشدّد على أنّ “ما قاله هناك يقوله في أي مكان، لافتًا إلى إستغلال ذهابهم إلى مليتا من بعض الإعلام، لا سيما من حيث الشكل وتظهيرنا أنّنا نسير في مسيرة”.

ويوضح أنّه “جرى إستقبال المطارنة من قبل الشيخ يزبك وبعض رجال الدين وساروا معهم إلى الداخل حيث كانوا نصبوا الأعلام على جانبي الطريق فظهر أن المطارنة يسيرون تحت هذه الرايات”.

ويُشير إلى أنّ “الكلمات تضمّنت كل ما من شأنه أن يسهّل الحوار بين اللبنانيين، ويقول: “نحن لم نذهب لنقاتل لم نحمل السلاح بل المحبة والإنجيل ويسوع، مستغربّا هكذا يوصينا تفسير البعض للجولة بأنها خيانة وتعاسة وبؤس، قمنا بهذه الزيارة بإسم المسيح وبسلامه”.

ويضيف: “الشيخ محمد يزبك تكلّم أفضل منا حتى. فنحن نبني حوارًاعلى مستوى عالي وهذا ما لا يفهمه البعض”.

وأسف لأن الطرفين إستغلا الصور لغاية سياسية، ويقول: “نحن لم نذهب من أجل السياسة أبدًا وأتأسف مِنْ مَنْ كان كان له ردّة فعل فنحن كنا كنيسة وليس بوطة، فالفاتيكان وبكركي يشجعان على الحوار نحن نعمل على توحيد اللبنانين، عبر الدعوة إلي السير على الطريق معًا ونتصالح ونضفي النية ونخلص للبنان وليس للشارع الخاص بكل طرف، فهذه هي القيم المسيحية فالإنجيل يقول أحبوا أعداءكم وباركوا على مضطهديكم وصلو للاعينكم .. فإذا الإنجيل والمسيح يطلب مصافحة العالم والبشارة بكلمة الحياة.. فهل نجلس نحن وراء متاريسنا؟ نحن ندعو لبناء مساحة مشتركة”.

ليبانون ديبايت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى