تحذيرٌ إسرائيلي جديد يخص لبنان
حذر جنرالان إسرائيليان بارزان مؤخراً من تطوراتٍ على الجبهة الشمالية مع لبنان “لم تعهدها إسرائيل من قبل”، مشيران إلى أن “حزب الله” مستعدّ لشنّ أعمال عسكرية قد تندلعُ في أي لحظة.
قال الجنرال يتسحاق بريك، المفوض السابق لشكاوى الجنود في جيش الاحتلال، إن “خوفاً كبيراً يسود جيش الاحتلال من أفعال يرتكبها حزب الله ليست معروفة من قبل، خصوصاً أن تهديدات قادة الجيش في الأيام الأخيرة تظهر أن هناك أشياء تحدث تثبت أن الجيش لديه ذلك الخوف، لا سيما أن الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله يقرّ بضعف إسرائيل، وقد أدرك ذلك من عدة قضايا شهدها العامان الماضيان”.
وفي مُقابلةٍ نشرتها صحيفة “معاريف”، قال بريك: “إنّ أول هذه الأحداث هو التخلي عن المياه الإقليمية في اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، وثانيها عدم الردّ على تفجير العبوة الناسفة في مجدّو، وثالثها الردّ الضعيف على إطلاق الصواريخ من لبنان وسوريا، ورابعها استمرار هبوط الطائرات من إيران مباشرة إلى بيروت. لذلك، فإنّ الحزب قد يبالغ في أفعاله ضد إسرائيل، من دون الخوف من ردّ فعلها، لأنها تخشى دخولها في حرب استنزاف تسفر عن قلق وانعدام الأمن لمستوطني الشمال”.
وأشار إلى أن “المشكلة الإسرائيلية مع الحزب أنها لم تقم على مدى السنوات الـ20 الماضية ببناء قدرات للتعامل مع الحرب الإقليمية بآلاف الصواريخ التي سيتم إرسالها يومياً لإطلاقها عليها، ولم تؤسس جيشاً يعرف كيف يحرس حدودها، ما يجعلها تجد نفسها اليوم في معضلة رهيبة، وعندما تحتاج للرد، لا تفعل ذلك، لأنها ليست مبنية للحرب، والردّ الذي سيتبعها، هذه هي المأساة التي تحدثت عنها منذ فترة طويلة، لو امتلكنا الشجاعة والقدرة على حماية الجبهة الداخلية، غير الجاهزة للحرب، لكنّا أكثر جرأة”.
بدوره، أكد الجنرال عاموس غلعاد، الرئيس السابق للدائرة السياسية والأمنية بوزارة الحرب، أنّ “المحور الإيراني وتهديده يزداد قوة، ما يزيد من التوترات الأمنية في الشمال، خصوصاً أن حزب الله مستعد لأعمال عدوانية، لأن جرأته أثّرت على صورتنا الردعية، وربما أن إيران وحزب الله تخططان لإدخالنا في صراع مع الفلسطينيين، والانطباع السائد في المحافل الأمنية والعسكرية أن إيران وحلفاءها يزدادون قوة، ونحن بحاجة للردّ، والحزب مستعد لأعمال أكثر عدوانية، من المحتمل أن تندلع في أي لحظة”.
وفي مقابلة نشرتها صحيفة “معاريف”، قال غلعاد: “ليس بالضرورة أن يظهر الأمر وكأن الحزب يطلق النار على إسرائيل هذا الشهر، فقد يستغرق الأمر عاماً آخر أيضاً، لكن ما لم يقله رؤساء الجهاز الأمني العسكري هو أنّ الانقلاب القانوني يضعفنا في صورة الردع حتى ضد أعدائنا، خاصة أن ذلك أسفر عن عدم دعوة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للولايات المتحدة، ما يعيقه عن مناقشة التفاصيل الاستراتيجية حول كيفية التعامل مع التهديد الإيراني”.
وتسعى هذه التصريحات الإسرائيلية لاستكمال ما أعلنه رؤساء الأجهزة الأمنية لدى الاحتلال، واحداً تلو الآخر، عما اعتبروه “خطأ محتملاً” لحزب الله، بما قد يؤدي إلى حرب، وعن إمكانية التحرك ضد تقدم المشروع النووي الإيراني، رغم أنه في الوقت الحالي، لم تصدر تعليمات للقوات الجوية بأن تكون في حالة تأهب، ولا توجد قيود على حركة المستوطنين في الشمال، ما يدفع لقراءة ما وراء تلك التهديدات، وماذا سعى قادة الاحتلال منها. (عربي21)