“باسم الرئيس ميقاتي”… رسالةٌ من سلام إلى “القطاع الخاص”
عقد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتماعات وزارية في السرايا اليوم تناولت الملفات الصحية والاقتصادية والتربوية.
وفي هذا السياق، إجتمع مع وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام الذي قال: “وضعت دولته في الأجواء الإيجابية التي نبني عليها للموسم المقبل في البلد، وحرصنا على أن نعطي نفحة أمل بوجود أمور إيجابية”.
وأضاف، “يشهد السوق اللبناني، وبرغم كل الأخبار التي نسمعها، استقرارا كبيرا على صعيد المواد الاستهلاكية والغذائية. صحيح انه يحكى عن غلاء بعض السلع وارتفاع رسم الجمارك، ولكن سبق وأشرنا بأن الرسم الجمركي يطال نسبة ضئيلة من المواد الاستهلاكية”.
وتابع سلام، “فسرت لدولة الرئيس خلال اللقاء بأن هناك بعض الاخبار التي تصدر بالنسبة لغلاء الاسعار ارقامها مضللة، فغلاء الأسعار الحاصل هو نتيجة غلاء الأسعار العالمي الذي يطال تحديدا المواد الغذائية”. ولفت إلى أنّه، “من خلال الأرقام الرسمية لوزارتي الإقتصاد والمالية والجمارك يتبين لنا بأن القرار الذي اتخذ بالتسعير بالدولار وباعتراف كبار مكاتب الصيرفة ادى الى توقف عمليات القطع التي كانت تضع هوامش أرباح مخيفة على المواطن. وأقول بأن كل هذه القرارات هي قرارات استثنائية لهذه المرحلة”. وأشار إلى أنّ، “هناك تطمينات واعدة بعد زيارتنا للدول العربية ومشاركتنا في القمة العربية بامكان حصول تغيير نوعي في قرار حظر السفر إلى لبنان الذي يمكن أن يحدث فارقا كبيرا ويؤدي الى موسم سياحي ممتاز ومفيد للاقتصاد اللبناني”. وأردف سلام، “أمّا بالنسبة الى موضوع الاستيراد والتصدير فلقد أخذنا تطمينات إيجابية بأن هناك لجانا تقنية بين وزارة الاقتصاد والتجارة والوزارات المعنية في دول مجلس التعاون الخليجي سيتم تشكيلها في خلال اسابيع للبحث في آلية تدريجية لعودة الامور الى حالتها الطبيعية في شأن الاستيراد والتصدير الذي يعيد فتح الأسواق الأساسية والمهمة للمنتجات اللبنانية”. ووجّه رسالة باسم الرئيس ميقاتي إلى “القطاع الخاص اللبناني من مطاعم وفنادق ولكل تاجر في لبنان لكي يعكسوا صورة جيدة عن لبنان، وعدم استغلال الموسم السياحي لرفع الأسعار تحت نظرية وفرضية بأن المغترب لديه دولارات لأن هذا الامر يعطي إشارة سلبية بأن هناك استغلالا للمغترب اللبناني”. وقال سلام: “لا نريد ارتفاع الأسعار تحت عنوان الموسم السياحي، لأنّ هذا الأمر يضرب أهل البلد، فلا يمكن زيادة الاسعار ومحاسبة اللبناني المقيم كاللبناني المغترب، وهذا الموسم سيكون امتحانًا لنا للعمل بشفافية واستقبال السياح سواء كانوا مغتربين أو أجانب بطريقة سليمة ضمن أسعار مقبولة تجذب عددا أكبر من السياح”. وأشار إلى أنّ “رفع الأسعار يعيق قدرة المواطن اللبناني على شراء مأكله ومشربه، أفلا يحق للبناني المقيم أن يرتاد المطاعم”. واعتبر سلام أنّ “ما يحصل ليس مقبولا، ومن غير المقبول تحت عنوان تعزيز الموسم السياحي الرفع الجتوني للأسعار، فعندما ترتفع الأسعار ليس من السهل إعادة تخفيضها، وهذا ما لمسناه السنة الماضية، فأتمنى بأن نرحب بالضيوف الأجانب والمغتربين وبأن يكون هذا الموسم موسما سياحيا مميزا. وانتمنى أن يصل البلد خلال الأسابيع المقبلة الى حلول وفي طليعتها انتخاب رئيس جمهورية واستكمال عقد المؤسسات الدستورية. واجتمع الرئيس ميقاتي مع وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض والنائب احمد الخير وتم خلال اللقاء البحث في أوضاع قطاع الصحة. وأعلن الوزير الأبيض بعد الاجتماع، “وضعنا دولة الرئيس ميقاتي في أوضاع القطاع الصحي خصوصا بعد الجولة التي قمنا بها خلال مشاركة لبنان في اجتماع منظمة الصحة العالمية في جنيف وبعض الأمور المشتركة مع الدول المتعددة، وبحثنا أيضا في هموم المواطن اللبناني والبرامج التي تقوم بها الوزارة من تتبع الدواء، والمستشفيات وأدوية الأمراض السرطانية”. وعن المعلومات التي تحدثت عن ارتفاع أسعار أدوية الأمراض المستعصية، قال:”هذا الأمر غير صحيح، لقد قرأت هذا الخبر، وهو لا يمتّ للواقع بصلة”. وإستقبل الرئيس ميقاتي النائب بلال عبدالله الذي أعلن بعد اللقاء: “زيارتي لدولة الرئيس ميقاتي مرتبطة باقتراح القانون الذي قمنا بأعداده بتوجيه من رئيس اللقاء الديموقراطي تيمور جنبلاط للتغطية الصحية الشاملة”. وقال: “لقد اطلعت الرئيس نبيه بري عليه بعد زيارتي بالأمس له، كما أطلعت عليه اليوم الرئيس ميقاتي وهو بنفس الروحية مشجع ودعم لهذا التوجه، خصوصا بأن الشعب اللبناني اليوم يئن من عبء الفاتورة الاستشفائية والدوائية، والأمن الصحي والدوائي بخطر”. وأضاف، “يبدو حتى إشعار آخر، وعلى المدى القريب المنظور، بأنه لن يكون بمقدور الدولة تغطية الصناديق الضامنة والكلفة الصحية والدوائية، لذلك عمدنا الى التفتيش عن بدائل واستفدنا من التجارب السابقة للاعداد لقوانين التغطية الصحية الشاملة، عبر رسوم نوعية، قادرة على ان تغطي جزءا كبيرا من هذه الكلفة، ولا تحمل حزينة الدولة اعباء، ولكن بنفس الوقت تضفي نوعا من العدالة الإجتماعية التي يجب أن تتكرس في كل حياتنا السياسية، وآن الأوان بأن يكون هناك توازن في هذا الموضوع”. وأردف عبدالله، “لقد شجعنا دولة الرئيس على هذا الموضوع وهو داعم له وسيطلع بالتفصيل على الاقتراح، وطلب أن نسرع به لأنه يعلم أكثر منا كمية المشاكل في قطاع الصحة وعدم القدرة على تغطية الحاجات الدوائية خصوصا ادوية السرطان والأمراض المستعصية والكلفة الاستشفائية التي تقع اليوم تقريبا على عاتق المواطن”. وأشار إلى أنّ، “هذا الموضوع نقوم به بالتنسيق مع وزير الصحة الدكتور فراس الأبيض الذي يحاول قدر الإمكان ترشيد ما يتوفر بين يديه من امكانات مالية”. وكشف، “كذلك تحدثت مع دولة الرئيس في محاولة تسريع وزارة الصحة للمبلغ الذي تم احتسابه كفروقات بين موازنة2022- 2023 لتغطية المرضى على الاقل بالحد الأدنى لدى وزارة الصحة، لأن الأسعار تغبرت،وهذا المبلغ في حدود 4 مليارات، ووعد دولته ان تتم معالجته بأقصى سرعة”. وردًا على سؤال عن اجراء الامتحانات الرسمية، قال:” اعتقد أيضا بأن الأمن التربوي في خطر وان لم يكن هذا هدف زيارتي اليوم. مع أحقية مطالبة الموظفين والأستاذة لأن رواتب القطاع اضحت شيئا لا يذكر، ولا تليق بالحد الأدنى من العيش الكريم، فيجب ان ننظر الى مستقبل أولادنا وابنائنا”. |
ليبانون ديبايت