تفاصيل جلسة استجواب سلامة!
كتب يوسف دياب في الشرق الاوسط:
لم يستغرق استجواب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أمام المحامي العام التمييزي القاضي عماد قبلان أكثر من ساعة، وتمحورت إفادته حول النشرة الحمراء المعممة عبر الإنتربول الدولي، المستندة إلى مذكرة التوقيف الغيابية التي أصدرتها بحقه المدعية العامة في ميونيخ، بجرائم «تبييض أموال والاحتيال والاختلاس والإثراء غير المشروع»، وهي المرّة الثانية التي يخضع فيها سلامة للتحقيق، بعد جلسة استجوابه بموجب مذكرة التوقيف الفرنسية الأسبوع الماضي.
واعتمد القاضي قبلان، وفق ما أعلن مصدر قضائي مطلع، «نفس الإجراءات التي اعتمدها في الجلسة السابقة». وأوضح المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن سلامة «قدم أجوبة لكل ما نسب إليه في متن النشرة الحمراء، ونفى التهم المساقة ضدّه، وجدد القول بأنه لم يستفد من أموال مصرف لبنان بطريقة غير شرعية، وأن كل ما تقاضاه من البنك المركزي راتبه الشهري»، مكرراً، حسب المصدر القضائي الذي واكب الجلسة، «إفادته التي سبق أن أدلى بها في بيروت نهاية شهر أبريل (نيسان) الماضي، أمام القاضية الفرنسية أود بوريزي بحضور الوفد القضائي الألماني، وأن ثروته المالية جناها من استثماراته والأموال التي جمعها من عمله قبل توليه منصب حاكم البنك المركزي».
وعلى أثر انتهاء الجلسة، قرر المحامي العام التمييزي ترك سلامة رهن التحقيق ومنعه من السفر. وأشار المصدر القضائي إلى أنه «جرى التثبت من أن حاكم مصرف لبنان لا يحوز جواز سفر غير الجوازين اللبناني والفرنسي اللذين تم حجزهما ضمن الملف الفرنسي». وأضاف أن قبلان «أرسل صورة عن محضر الجلسة مع كتاب وجهه إلى القضاء الألماني عبر الأمانة العامة للإنتربول طلب فيها إيداعه ملف الاسترداد للاطلاع عليه، والتثبت من صحة الجرائم المنسوبة إلى سلامة، وأعاد التأكيد على أن صلاحية محاكمته تعود للقضاء اللبناني دون سواه». ولفت المصدر إلى أن «الصلاحية المكانية والشخصية تبقى للقضاء اللبناني حتى لو كان الشخص يحمل 10 جوازات سفر إلى جانب الجنسية اللبنانية». ونفى المصدر «ورود أسماء أخرى غير اسم حاكم (المركزي) ضمن مذكرة التوقيف الدولية، بخلاف ما تردد سابقاً عن أن القضاء الألماني أصدر مذكرات بتوقيف 4 أشخاص آخرين مقربين من سلامة».
وفي سياق متصل بهذا الملف، لم يمثل رجا سلامة، شقيق رياض سلامة، أمام القاضية الفرنسية أود بوريزي في فرنسا، وأوضحت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، أن «وكيل رجا سلامة في باريس، سلّم بوريزي معذرة طبية تفيد بأن موكله يعاني من مشاكل في القلب وأنه بحاجة لعملية قسطرة وبصدد الدخول إلى المستشفى لإجرائها، وأنه لا يستطيع ركوب الطائرة». ولفتت المصادر إلى أن بوريزي «قبلت المعذرة وأرجأت جلسة استجوابه لشهرين إضافيين، وإلى أن يسمح وضعه الصحي بالمثول أمامها».
ولا تزال جلسة استجواب ماريان الحويك، مساعدة سلامة، مقررة في موعدها في 13 حزيران، ولم تحسم مسألة حضورها للتحقيق أمام بوريزي من عدمه، وقالت المصادر إن الحويك «عيّنت محامياً فرنسياً للدفاع عنها في الملفّ الفرنسي، وأنها تبحث مع وكيلها القانوني هذه المسألة على أن تتخذ القرار قبل موعد الجلسة».