مشكلة “مزمنة” تعصف في صيدا… تُولّد استياءً عارماً!
نظّمت مجموعة مهندسين وقفة إحتجاجية أمام بلدية صيدا يوم أمس الأربعاء, تحت شعار “بعدنا ما متنا، وبعدنا منحسّ، وبدنا نطالب برفع الضرر عن صحّتنا وصحة ولادنا”, وذلك بعدما تحولت النفايات إلى أزمة حياتية يومية في المدينة, كما رفعت المجموعة بعض اللافتات تسأل عن دور البلدية بعد تردي الأوضاع البيئية في المدينة والجوار, إلى أن سارعت البلدية وعملت على إزالة اللافتات الأمر الذي ولّد حالة غصب واستياء لأبناء المدينة.
في هذا الإطار, أكّد النائب عبدالرحمن البزري, أن “مشكلة مزمنة تعصف في صيدا منذ سنوات طويلة, فصيدا تحمّلت نيابة عن منطقة كاملة مسؤولية جمع النفايات, ومسؤولية طمر النفايات فيها”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, قال البزري: “معظم المناطق المحيطة بصيدا رفضت أن يكون لديها مطامر صحية, لذا كان لا بدّ من إيجاد وسيلة لمعالجة هذه النفايات غير الطمر والفرز حتى لا تشكّل جبال نفايات أخرى, فكان الإتفاق من قبل البلديات المتعاقبة مع شركة IPC من أجل معالجة النفايات, لكن هذه الشركة وعلى مدى سنوات وخاصة في السنوات الأخيرة فشلت فشلاً ذريعاً في معالجة النفايات”.
وأضاف, “طلبنا من وزارة البيئة أن يكون هنالك فريق من الخبراء لتقييم عمل مركز معالجة النفايات وجاءت التقارير كما توقّعناها وبأن المركز لا يقوم بعمله, وأنه بحاجة إلى تمويل وتحديث”.
واعتقد أن “الحرائق التي نشبت مؤخراً في جبال النفايات المتراكمة حول المركز, هي إما نتيجة إهمال وإما مفتعلة لتخفيف عبئ هذه النفايات عن المركز ولتخفيض كلفة معالجتها التي لا تحدث بشكل سليم”.
ومن هنا, تحرّك بعض الناشطين البيئيين يوم أمس وبعض المهندسين في صيدا بالتعاون مع القوى السياسية للمطالبة بأن يقوم المعمل بواجبه, لذا رفعت بعض اللافتات التي تندّد بتقصير المعمل, إلا أننا تفاجأنا بإزالتها من الشوارع رغم أن العديد من المخالفات الأخرى لم تتم إزالتها, فلماذا تم اختيار هذه اللافتات دون غيرها؟.
وأضاف, “من هنا كان هناك إعتصام رمزي أمام مدخل بلدية صيدا لتذكير البلدية بواجباتها ولتذكير الدولة ووزارة البيئة بواجباتها أيضاً تجاه المدينة”.
ولفت إلى أن “اللافتات موجّهة للمركز المعالج بالأساس, وكتب عليها أين دور البلدية؟ لذا نحن نستغرب إزالة اللافتات, وكنا نتأمّل أن يكون هناك تعامل أكثر إيجابية بهذا الملف, وأن تتفهّم البلدية مخاوف الناس ومطالبهم, ونحن نقف إلى جانب المواطنين, كما ندعم البلدية كقوى سياسية بكل ما نملك من قوّة من أجل تسيير الأعمال, لكن من الواضح جدا ان هنالك تقصير حقيقي من قبل الشركة التي تجمع النفايات والشركة التي تعالجها”.
وتابع, “مشكلة البلدية ومسؤوليتها تمتد لأعوام وعقود وليس لسنة أو 6 أشهر, ونعلم جيدا أن البلديات عاجزة عن القيام بشيء جدي وحقيقي نتيجة الإنهيار المالي في ميزانية الدولة ونتيجة لعدم قدرة البلديات على تحمّل العديد من التكلفات التي كانت تستطيع أن تتحملها في الماضي”.
وقال: “لذا, صيدا اليوم بحاجة لوزارة البيئة بأن تكون إلى جانبها, خصوصا وأن لديها بعض الإمكانيات والمساعدات والهبات والقروض التي بامكانها أن تساهم في تخفيف عبئ هذه المشكلة عن مدينة صيدا وصولا إلى حلّها بشكل نهائي”.
وهل من تحرّكات مقبلة؟ أجاب: “التحركات كانت رمزية وهي مؤشر إيجابي لأنها تظهر أن الناس غير مرتاحة لما يحدث وأن الناس من حقّهم المطالبة بسلامتهم والمطالبة بسلامة عائلتهم وبيئتهم, متمنّيا البزري أن يتم تدارك هذا الأمر قبل أن يتحوّل إلى مظهر شعبي أوسع إنتشاراً.
ليبانون ديبايت