مفاجأة “مدوية” في مسار سعر صرف الدولار
رأى الخبير الإقتصادي الدكتور أحمد جابر, أنه “عندما تتجّه الأجواء إلى بصيص أمل بالإستقرار, وعندما تحصل أي خطوة بالسياسية إيجابية نرى أن سعر الدولار على الليرة انعكس إيجاباً, فسعر الليرة مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بالوضع السياسي في لبنان بالدرجة الأولى”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت” قال جابر: “سعر الليرة من الطبيعي أن يرتبط بالوضع الإقتصادي لكن الوضع السياسي هو الذي يغلب على الوضع الإقتصادي, لذا عندما دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة إنتخابية في 14 حزيران رأينا أن مسار الدولار ذهب باتجاه الإنخفاض الإيجابي”.
وإذ لفت إلى أن “لبنان بالموسم السياحي الصيفي، والذي من المتوقّع أن يدر على لبنان ما يقارب الـ 6 مليار دولار, وهو ما ينعكس إيجاباً على سعر الصرف”, مشيراً إلى أن “الإقتصاد في لبنان أصبح إقتصاد نقدي, فالمستثمر بدأ يستثمر بدولاراته المدخّرة, وأصبح هناك حركة إقتصادية في السوق”.
واعتبر أن “النقود فقدت وظيفتها المهمة كأداة إدّخار, أو مستودع للقيمة, وبالتالي هذا حرّك السوق, فهناك الكثير من المهن لم تكن تعمل في فترة من الفترات وسوقها كان ضعيفاً جدا, لكن هذا السوق عاد اليوم إلى العمل, لأن المواطن يحرّك أمواله اليوم كي لا تبقى في المنزل, فالسوق هنا استفاد بطريقة غير مباشرة”.
وأشار إلى أن “الإستقرار السياسي في سوريا وعودتها إلى الجامعة العربية, ترك انعكاساته الإيجابية على الوضع, وخفّ تهريب الدولار من لبنان إلى سوريا, فكمية الدولارات الموجودة في لبنان بدأت تتفاعل في السوق, لدرجة أن عمل الصراف بات أقل اليوم في ظل دولرة الأسعار, مؤكدا أن “السوق اليوم لم يعد متعطشا إلى الدولار كما كان في السابق”.
وقال: “في حال تم انتخاب رئيس جمهورية في الجلسة المقبلة, فإن هذا الامر سينعكس بشكل مناسب على سعر الصرف وقد ينخفض حوالي الـ 20 ألف ليرة, ولكن إذا جرى ابعاد العامل السياسي عن الوضع الاقتصاد , فإن الدولار سيصل إلى الـ 50 ألف ليرة ويستقر ويأخذ بعين الإعتبار الواقع الإقتصادي بعيدا عن الوضع السياسي, فهنا الدور يعود للجهد الإقتصادي”.
وعن التهويلات بأن الدولار سيصل إلى 200 ألف ليرة؟ أجاب جابر: “اليوم يجب أن نرمم الثقة بالعملة الوطنية, وترميمها لا يكون من خلال بث إشاعات وتسويقها بأن الليرة ستنهار أكثر أمام الدولار وبالتالي الدولار سيرتفع, فهذا يضر بالليرة وبالإقتصاد, لذا يجب ان تهدأ الأمور, والقول أن الاجواء تتحسن بالمنطقة العربية, ونحن بانتظار حصد هذه الأجواء عندما يتم انتخاب رئيس جمهورية”, مشيراً إلى أن “النتائج الإيجابية في المنطقة حتماً سوف تعود بالإيجابية على سعر صرف العملة الوطنية”.