سيناريو “أسود” متوقّع
يرى الباحث والمحلّل السياسي بشارة خيرالله، أنّ “فريق الثنائي الشيعي لن يتمكّن من إيصال رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا وهو لن يسمح بإيصال الوزير السابق جهاد أزعور إلى الكرسي الرئاسي”، معتبرًا أنّ “الفريق المعطّل في لبنان هو فريق حزب الله وأنّه ليس هناك أي مواجهة بين فرنجية وأزعور بل هناك القدرة الثنائية التعطيلية”.
ويتوقّع خيرالله في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، عدم الخروج برئيس للجمهورية في الوقت القريب، لأنّ “سيناريو التعطيل المُقبل هو سيناريو أسود، وعمليًا اليوم الفريق القادر على الدعوة إلى جلسة، يمسك بمفتاح المجلس في يده كما يمكنه توقيف الجلسة ساعة يريد من خلال تطيير النصاب والسوابق شاهدة”.
ويرى أنّ “اليوم إذا دعا رئيس مجلس النواب نبيه برّي إلى جلسة انتخاب رئيس يجب عدم خروج النواب من الجلسة إلّا برئيس للجمهورية، لكن مع الأسف بالرغم من الدعوة إلى جلسة هذا “المايسترو” يستطيع من أوّل مرة التعطيل لأنّ التوازنات لن تسمح لا لأزعور ولا لفرنجية أن يحصلا على نسبة أصوات أكثر من 50 أو 55 صوتًا من أول دورة، وعندئذٍ في الدورة الثانية التي تعلو فيها حظوظ أزعور سيتم تطيير نصاب الجلسة، لذلك أنا أقول نحن في معضلة تعطّل الدستور بفعل فاعل وتُمدّد أمد الشغور الرئاسي”.
ويأسف من إنعكاس هذا التعطيل الذي يصفه بـ”الأخطر”، خاصّة أنّ “هناك اصطفافًا مسيحيًا كاملًا لرفض الرئيس المفروض من قِبل الثنائي الشيعي، وهذا ما يضعنا أمام مرحلة خطيرة تتسلّل من خلالها الاضطرابات”.
وعن حظوظ قائد الجيش العماد جوزاف عون، يقول خيرالله: “حظوظ قائد الجيش منذ اليوم الأول هي الحظوظ الأعلى بالرغم من عدم تصرّف العماد جوزف عون كمرشّح مُحتمل، لكن هناك فريق حتى الآن يتلطى خلف قضية التعديل الدستوري، وإذا كان هناك من إمكانية لإنتخاب قائد الجيش فإنّ المجلس الذي يستطيع إنتخابه بالتوافق قادر في نفس الوقت أن يجري هذا التعديل الدستوري إن كان هناك ضرورة للتعديل لأنّه عمليًا عندما يحضر المجلس بأكمله وينتخب قائد الجيش تنتفي الحاجة للتعديل متى وافقت الغالبية الساحقة بما يفوق الثلثين، ويمكن أيضًا تعديل الدستور في نفس الجلسة إن كان هناك نية لإنتخاب قائد الجيش، وفي حال كانت النية متوفرة لإنتخاب قائد الجيش من قِبل الفريقين فمن غير المنطق والمقبول أن يتم التعطيل أكثر”.
ويضيف: “كل يوم تعطيل أكثر والبقاء على الشغور الرئاسي هو مكلف إقتصاديًا وقد يكون مكلف أمنيًا، وحينها سنكون أمام خطر كبير والتخوّف كبير من إنفلات الشارع لا سيما أنّنا في فراغ رئاسي وحكومة غير فاعلة ومؤسسات معطلة مما يعني أننا ذهبون إلى تفكك أكثر، ويأسف لأنه ليس هناك من بصيص أمل بأنّ يذهب الفريق المعطّل إلى حلول سلمية لأنه يبحث عن الحلول بعد الحروب وهذا خطر كبير يعيشه لبنان”.
وعن المرشّح الرئاسي الأقرب إلى قصر بعبدا؟ يقول: “بصراحة ومن خلال قراءة موضوعية للواقع، الأقرب إلى تسلّم سدة الرئاسة الأولى هو المرشّح الذي لم يُعلن عن نفسه أنه مرشّح، وهو قائد الجيش العماد جوزف عون”.
ووفقًا للمحلّل السياسي بشارة خيرالله، فإنّ “فريق الثنائي الشيعي مأزوم والرئيس برّي دعا إلى جلسة إنتخاب رئيس للجمهورية يوم الأربعاء المُقبل لأنه وجد نفسه محصورًا بين مرشحيْن قوييْن ولا يستطيع إلّا الدعوة إلى جلسة، ولكن في نفس الوقت هو يستطيع أن يدعو ويقوم بتعطيل النصاب من الداخل لأنّ الدورة الأولى لن توصل رئيس للجمهورية لكن الدورة الثانية ستمكّن أزعور من الحصول على نسبة أعلى تجعل منه رئيسًا”.