خفايا السلوك الفرنسي الجديد… ماذا يحمل
بدأت ترددات زيارة البطريك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى فرنسا تتبلور على المستويين الداخلي والخارجي، لترسم خارطة طريق جديدة إلى الإستحقاق الرئاسي يقوم على سيناريو مختلف بالشكل وليس بالضرورة بالمضمون.
وفي مقاربة للدور الفرنسي مع المستجدات الطارئة على خطّه لا سيّما مع التغير المفاجئ بمدير الملف اللبناني في بلاط الإليزيه، وتعيين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزير الخارجية الفرنسي الأسبق جان- إيف لودريان مبعوثاً خاصاً للبنان، ليكف بذلك يدي كل من مستشاره باتريك دوريل والسفير السابق إيمانويل بون بعد فشلهما في إحداث خرق في المشهد الرئاسي اللبناني.
تعيين لودريان في هذا التوقيت يحمل وفق أوساط مراقبة عدّة مؤشرات أبرزها أن الرجل الضليع بالملف اللبناني والمقرّب جداً من ماكرون ربّما يستطيع تذليل عقبات عجز مستشارو الرئيس عنها، لا سيّما في موضوع التوافق الذي على ما يبدو أنه وصل إلى حائط مسدود ومهمّة المبعوث الجديد إحداث ثغرة يمكن الولوج منها إلى حل يرضي الأطراف بما لا يسمح بانهيار لبنان والذي على ما يبدو أنه يشكّل قلقاً كبيراً للدولة الأوروبية المعنية بلبنان إقتصاديا وسياسياً.
وترى المصادر تقاطعاً بين مهمّة وزيرة الخارجية الفرنسية في الرياض اليوم ومهمّة دوريل الذي يمكن أن يصل قريباً إلى لبنان وربّما قبل الإنتخابات في 14 حزيران.
لكن هل يحمل هذا الحراك الفرنسي أي جديد؟ تؤكّد المصادر أنه ربما يحمل رسماً بيانياً يقارب من خلاله الفرنسيون مع بقية الدول المعنية لا سيّما مجموعة اللقاء الخماسي ومع الأفرقاء الداخليين تحرك المعطيات داخل هذا الرسم الذي بين في المرحلة الراهنة الإنقاسم والتقارب في الأرقام بين مرشحي طرفي النزاع، مع التركيز على إرتفاع أو إنخفاض نسبة الأصوات المترددة أو تلك التي لم تحسم قرارها وتأثير الظروف المقبلة أو الضغوطات التي يمكن أن ترفع من أسهم كل مرشح.
وتستبعد المصادر أن يكون الموقف الفرنسي قد ابتعد كثيراً عن الثوابت السابقة إلا أنه يعوّل على مساعي لودريان في تدوير الزوايا بما يمكن أن يردم الهوة بينهما قليلاً لتقريب وجهات النظر ضمن سلة متكاملة للحل لا تطال المنصب الرئاسي فقط بل تشمل رئاسة الحكومة والحكومة وأيضاً التعيينات في المراكز الشاغرة لا سيّما في الفئات الأولى، لذلك فإن الإستراتيجية الفرنسية الجديدة لا تتوقف عند اسم الرئيس فحسب.
ولا تنسى المصادر أن تذكر بأن الموقف الفرنسي المستجد بنته الرئاسة هناك على استشعارها بحجم الخطر الذي يحدق بلبنان اذا استمر موضوع الشلل الكامل ولم يتمكّن لبنان من النهوض مجدداً.
أما على المستوى الداخلي فقد ترجم التحرّك السريع للبطريرك الراعي باتجاه كافة المرجعيات السياسية لا سيّما الممانعة ما يستشف منه عن توافق ما مع الفرنسيين على ضرورة الحوار بين الجميع للوصول إلى إنجاز الإستحقاق بدون ان يشعر أي فريق أنه هزم في معركة الرئاسة وبالتالي يكون لبنان هو الفائز الوحيد.
ليبانون ديبايت