استنكارا لأعمال التجريف وتغير معالم الأرض عند بوابه حسن وبركة بعثائيل خراج بلدة كفرشوبا، توافد العشرات اليوم من أبناء المنطقة وشبعا وكفرحمام وباقي قرى العرقوب لتنفيذ إعتصام في تلك المحلة، مطالبين قوات اليونيفيل بوضع حد للإنتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية.
وقد حاول بعض الشبان التقدم واقتحام السياج الشائك في محور كفرشوبا, الأمر الذي أدى الى تصعيد من قبل الجيش الإسرائيلي وإلقائه عدداً من القنابل الدخانية في المنطقة، حيث سُجل عدد من حالات الإختناق بين المحتجين, الأمر الذي أدى إلى تدخّل الجيش اللبناني والوقوف إلى جانب الأهالي.
هذا التصعيد المفاجئ من الجانب الإسرائيلي هل يجر المنطقة إلى ما يشبه الحرب أو الجولات القتالية السابقة؟
في هذا الإطار رأى العميد المتقاعد أمين حطيط, أن “ما يجري في كفرشوبا يتطلّب منا الرجوع إلى العام 2000, ففي هذا العام عندما كنا نتحقق من الإنسحاب الإسرائيلي في الجنوب, اكتشفنا أن منطقة كفرشوبا ومزارع شبعا لا تتّبع لـ “اليونيفل”, ولا يشملها القرار 425، وهو الأمر الذي رفضانه”.
و قال حطيط: “لهذا السبب نشأ التحقق في منطقة مزارع شبعا وكفرشوبا, وضمن هذا التحقّق كان هناك إتفاق مع الأمم المتحدة أن يتمّ البحث عن حلّ ولا يتمّ تغيير أي شيئ من الواقع حتى يتّم إيجاد الحل”.
ولفت إلى أن “في العام 2006 صدر قرار 1701 وتضمّن نص صريح يكلّف الأمم المتحدة بإيجاد حل لمنطقة مزارع شبعا وإنهاء الإحتلال فيها, ولكن الأمم المتحدة لم تقم بهذا الدور, وبقي الإحتلال قائم في منطقة مزارع شبعا, كفرشوبا والغجر, ولكن كانت إسرائيل ملتزمة بعدم تغيير واقع الحال ميدانيا, وعدم تغيير جغرافية المكان وبعدم وضع الأسلاك الشائكة مثلما كان الوضع سنة الـ 2000 والذي استمّر طيلة 23 عاما دون تغيير”.
وأضاف, “اليوم يظهر أن هناك خطة عند إسرائيل للتصعيد أو للتحرّش في لبنان, وتبدأ من الخروج عن تفاهمها مع الأمم المتحدة, ووضع أسلاك شائكة تؤدي إلى قضم الأرض وضمها وتوسيع الإحتلال, وحفر خنادق تغيّر جغرافية المكان”.
وتابع, “هذه الأمور تعتبر برأينا عدوان إسرائيلي مزدوج, أولا عدوان على الأرض اللبنانية, وثانيًا خرق للتفاهمات القائمة مع الأمم المتحدة, فردّة فعل الأهالي والجيش اللبناني هي منطقية, وعمل في موقعه السليم وممارسة لحق مشروع”.
ورأى أن “الكرة في ملعب إسرائيل, ما إذا إسرائيل تعمل وفقا لقواعد سياسية جس النبض، وتراهن على ردة فعل الأهالي في المنطقة, إاذا شعرت بعدم الرد تقدّمت إذا تحسست بردة فعل معينة تتراجع”.
وقال: “لبنان المدني والعسكري أبدى الرفض, فإذا توقّفت إسرائيل فالأمور تنتهي عند هذا الحد, وإذا أرادت الإستمرار في عملية التحرّش لا أستبعد تدخّل المقاومة لثنيها عن هذا الموضوع, لأنه من غير المسموح في هذا العصر أن تحتل إسرائيل أرض جديدة من لبنان”.
وأشار حطيط, في الختام إلى أنه “من حيث البيئة الإقليمية العامة لا يوحي الوضع بأن هناك حرباً على الأبواب, لكن دائما في النزاعات المسلحة يخشى من التدحرج, ويستبعد وفق تقييمه أن نتّجه إلى حرب، لكن على سبيل الإحتياط يبقى الإحتياط واجب”.
المصدر:ليبانون ديبايت