الفريقان ‘يحتفلان’.. مَنْ ‘انتصر’ على مَنْ في جلسة الانتخاب الـ12

الفريقان ‘يحتفلان’.. مَنْ ‘انتصر’ على مَنْ في جلسة الانتخاب الـ12

تمامًا كما كان متوقَّعًا، التحقت جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، التي حملت الرقم 12، بسابقاتها الـ11، بعدما سرى عليها السيناريو نفسه تقريبًا، من خلال التئامها في دورة “يتيمة”، وانفراطها قبل الدورة الثانية، مع اختلاف “نوعيّ”، تمثّل في “منافسة” صُنّفت “ديمقراطية”، وقلّ نظيرها في البرلمان اللبناني، بعدما انقسمت الأصوات بشكل متكافئ إلى حدّ بعيد، بين مرشحَين أساسيَّين هما سليمان فرنجية وجهاد أزعور.

صحيح أنّ الجانب “المسرحيّ والهزليّ” غاب إلى حدّ بعيد عن الجلسة، مقارنة بتلك التي سبقتها، إلا أنّ الجلسة لم تَخلُ من “المفاجآت” على أكثر من مستوى، بدءًا من “ليونة” تطيير النصاب، خلافًا لبعض التكهّنات التي ذهب بعضها لحدّ القول إنّ الرئيس نبيه بري “سيضطر” إلى ترك مقعده، وصولاً إلى الأرقام التي أفرزتها، والتي جعلت الفارق بين المرشحين “بسيطًا”، خلافًا أيضًا لما تمّ الترويج له قبل الجلسة من بعض الأوساط.

لكنّ “المفاجأة الأكبر” التي أثارت الاهتمام تمثّلت في خروج “معسكري” المرشحين، أزعور وفرنجية، ليحتفلا بـ”الانتصار”، رغم الإخفاق في انتخاب رئيس والتمديد للفراغ، ما يطرح علامات استفهام بالجملة عن موازين الربح والخسارة الفعليّة التي خلقتها الجلسة، وماهية “الانتصار” الذي يقول كلّ فريق إنّه حقّقه على أرض الواقع، وبين هذا وذاك، يبقى السؤال الأكبر: من “انتصر” على من تحت قبّة البرلمان؟!

“معسكر أزعور”.. “انتفاضة نيابية”

صحيح أنّ المعسكر الداعم للوزير السابق جهاد أزعور “التهى” بالحديث عن “ثغرة” شابت عملية الفرز، والسؤال عن “الصوت الضائع”، فيما غلب “التوتر” على بعض وجوهه، نتيجة عدم تخطّي الرجل عتبة الـ60 صوتًا كما كان يتوقع، لكنّ المحسوبين عليه يؤكدون أنّ ما حصل في الجلسة شكّل “انتصارًا” بأتم معنى الكلمة، بل يذهبون لحدّ الحديث عن “انتفاضة نيابية” أفرزتها هذه الجلسة في وجه “حزب الله” وحلفائه.

يقول هؤلاء إنّ نتيجة الجلسة واضحة ولا تحتمل اللبس، إذ إنّ غالبية النواب قالت “لا” للحزب ومرشحه، وهو ما ينطبق أيضًا على “المتحفّظين” على أزعور، ممّن اختاروا التصويت مثلاً للوزير السابق زياد بارود، مشدّدين على وجوب أن يقرأ الحزب هذه النتيجة بتمعّن، خصوصًا بعد الحملات التي شنّها على أزعور، واعتباره غير جدّي بل مرشح “مناورة” في أحسن الأحوال، ليتبيّن في نهاية المطاف أنّه “أكثر جدية” من مرشحه.

أكثر من ذلك، يعتبر الداعمون لأزعور أنّ “مفارقة” انسحاب نواب “الثنائي” وتطيير نصاب الدورة الثانية تسجّل عليهم، مستغربين كيف أنّ الكتلة المحسوبة على مرشح “جدّي”، بقيادة نجله، تعمل على “تعطيل” الاستحقاق بهذا الشكل، حيث يصفون الأمر بأنّه “هروب” يمثّل “خشية” هذا الفريق من اتساع “رقعة” المؤيدين لأزعور، ولا سيما أنّ الكثير من النواب “الرماديين” حسموا موقفهم في اللحظة الأخيرة باتجاه تأييده.

“معسكر فرنجية”.. “المخطط سقط”!

في المقابل، يبدو المعسكر الداعم لرئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية أكثر من “راضٍ” لنتيجة الجلسة، وقد عكست تغريدة الرجل هذا “الارتياح” إلى حدّ بعيد، حين توجّه بالشكر النواب الذين انتخبوه، معتبرًا ثقتهم “أمانة”، ومجدّدًا الدعوة إلى “حوار بنّاء مع الجميع”، وهو ما يعتبر المحسوبون على هذا الفريق أنّ هذه الجلسة ينبغي أن تؤسّس له، بعدما كان يدعو إليه منذ اليوم الأول، لكن من دون جدوى.

يشدّد الداعمون لفرنجية على أنّ “مخطّط” إسقاط ترشيح رئيس تيار “المردة” سقط، بل إنّ “السحر انقلب على الساحر”، بعدما أجهضت الجلسة “الرهانات المُبالَغ بها”، بعدما كان البعض يمنّي النفس بحصول مرشحه على 65 صوتًا، لإعلان “رئيسًا بالسياسة لا الدستور”، وقد استخدم في سبيل ذلك كل وسائل “الترهيب والضغط”، باعتراف بعض نواب “التغيير”، من دون أن ينجح في تحقيق ما كان يصبو إليه.

وفيما ينتقد هؤلاء أن يعمد الداعمون لأزعور للتصويب على “الثنائي” بسبب الامتناع عن المشاركة في الدورة الثانية، بل أن يعتبر بعضهم مثل هذا الأمر “بدعة”، بعدما كانوا أنفسهم قد لوّحوا قبل أسابيع فقط باستخدام “التكتيك” نفسه لمنع انتخاب فرنجية رئيسًا، يشدّدون على أنّ المطلوب من هذا الفريق النزول عن الشجرة، والكفّ عن محاولة توظيف استحقاق الرئاسة في سبيل غايات كبرى، كعزل فريق سياسيّ، أو ضرب جوهر الشراكة.

Exit mobile version