جنبلاط ينتقل من ضفّة الى أخرى

جنبلاط ينتقل من ضفّة الى أخرى

انتهت الضجة الاعلامية والسياسية التي سبقت ك جلسة مجلس النواب المخصصة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية وترافقت معها من دون أن تؤدي الى أي نتيجة فعلية، إذ كرّست بعض التوازنات التي سبقتها ولم تتمكّن القوى “المتقاطعة” من إحداث تغيير جذري في الواقع السياسي والرئاسي.

لكن المهم اليوم هو البحث في المرحلة المقبلة بعد فشل القوى السياسية بإيصال الوزير السابق جهاد أزعور الى ما يوازي الـ65 صوتاً ليصبح عملياً مرشحاً دائماً ورئيساً مع وقف التنفيذ. إذ من المتوقع انفراط عقد القوى المتحالفة وإن بشكل محدود خلال الاسابيع المقبلة.
بحسب مصادر سياسية شديدة الاطلاع فإن بعض نواب “التغيير” ونواب مستقلين سيتخلّصون من “عبء أزعور” عبر انسحابهم من دعمه، لكن الأهم ما بدأ تسريبه عن أن “الحزب التقدمي الاشتراكي” لن يستمرّ بالتموضع خلف أزعور بل سيبحث في تبنّي اسم مرشّح رئاسي جديد غير “متخندق” سياسياً.

وبحسب المصادر نفسها فإن “التقدمي الاشتراكي” قام بواجباته السياسية تجاه القوى المسيحية، إذ رفض رئيسه السابق وليد جنبلاط الذهاب بعيداً في المواجهة مع الأقطاب المسيحية في ظل توحّدهم على رفض فرنجية، لذلك فهو سار معهم حول اسم تقاطعوا عليه بهدف القول أنه قدّم لهم كل الدعم في مواجهة “الثنائي الشيعي” حتى النهاية غير إنهم فشلوا في إيصال المرشح الذي يرغبون به.

من هُنا، ترى المصادر أن جنبلاط قد يتّجه الى دعم مرشح آخر لرئاسة الجمهورية وإن كان في دعمه وحيداً، أي أنه لن يكون مضطراً للبحث عن توافقات جديدة يكون هو جزءًا منها لأنه لا يريد أي خلاف مع القوى المسيحية من جهة، ولا التصادم النهائي مع “الثنائي الشيعي” في ظلّ علاقته المتينة مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي وفضّ اشتباكه السياسي مع “حزب الله” في الفترة الفائتة.
وتضيف المصادر أن جنبلاط قد يذهب، وبعد مشاورات ستحصل داخل الحزب وكتلته النيابية، نحو التمايز عن اسم أزعور والبحث عن شخصية أخرى تكرّس وسطيته وتمهّد الطريق لانتقاله من ضفّة الى أخرى إن وجد حاجة سياسية له ولحزبه في ضوء التطورات المتسارعة في المنطقة والتسويات التي ستطلّ برأسها من نافذة لبنان.

Exit mobile version