هل تستغل قوى المعارضة خلاف “التيار” – “حزب الله”
في اللحظة التي تقاطع فيها رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل مع المعارضة على اختلاف قواها، استطاعت هذه القوى، بعيدا عن النتيجة الاستراتيجية للمعركة، فرض توازن تكتيكي في الكباش الرئاسي الحاصل مع “حزب الله” ومرشحه رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية.
لكن التلاقي بين باسيل وخصومه السابقين كان حذراً، اذ ان قوى المعارضة بمختلف مسؤوليها وقياداتها، خرجت لتبرر هذا التقاطع ولتهاجم باسيل وتؤكد أنها تتعامل بحذر معه، الأمر الذي لا يؤدي الى بناء اي ثقة سياسية معه، حتى ان الخطاب السياسي للمعارضة بقي بعيداً عن ادبيات “التيار الوطني الحر” الحقيقية.
أرادت قوى المعارضة إحراج باسيل مع حليفه السابق، فذهبت بعيدا في الهجوم على “حزب الله” وبدل إحتواء “التيار” تعاملت معه بإعتباره حليف لحظة ولا داعي للبناء معه للمرحلة المقبلة، فحافظ باسيل بالمقابل على طريق العودة مع “حارة حريك” من خلال تصريحاته الهادئة وخطابه السياسي العقلاني مقارنة بحلفائه الجدد.
في المرحلة الحالية يبدو ان تعامل المعارضة مع باسيل سيختلف، اذ ستحرص مختلف الأطراف على ابقائه ضمن التحالف الحالي، خوفاً من انتقاله الى خطة جديدة او اختياره لمرشح جديد لا يتناسب مع بعض احزاب المعارضة مثل الوزير السابق زياد بارود الذي يهدف باسيل الى تبنيه في نهاية المطاف.
ستعمل قوى المعارضة وبشكل تدريجي على توحيد خطابها مع “التيار الوطني الحر “ليس في المواضيع غير الاستراتيجية المرتبطة بسلاح “حزب الله” والموقف من النظام السوري، لكن اقله في المواضيع المرتبطة بقانون الانتخاب الانتخابات المبكرة وبناء الدولة وغيرها من القضايا.
وتشير مصادر مطلعة الى أن باسيل جاهز لتعميق هذا التقارب ما دامت العلاقة مع “حزب الله” لا تخطو اي خطوة نحو الايجابية وما دام ترشيح سليمان فرنجية مستمرا، لكن هذا لا يعني ان “التيار” سيتساهل مع حلفائه الجدد، بل على العكس، سيحاول الحصول على مكاسب جدية ثمن استمرار ابتعاده عن حارة حريك.
يدرك باسيل انه قادر على انهاء المعركة السياسية للمعارضة بمجرد انتقاله الى الفريق الاخر، لكنه يدرك ايضا ان الفريق الآخر ليس في وارد تقديم اي مكاسب حالية له او تلبية شروطه التي يراها تعجيزية، لذلك سيعمل على الحصول على هذه المكاسب من فريق المعارضة الذي اعطاه حتى اللحظة شرعية مسيحية وفك الحصار السياسي عنه بالكامل.
لبنان 24