وسطية باسيل الملتبسة…كلام لن يمرّ عند هذا الفريق!
ليس سراً ما يحاول رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل فعله، حيث يعمد منذ فترة إلى تسويق نفسه كحالة وسطية بين فريقي المواجهة والممانعة على حد توصيفه في العديد من المناسبات.
هذا الكلام الذي من شأنه أن يستفز الطرفان أي فريق القوات اللبنانية ورفاقه وفريق حزب الله وحلفائه، لكن الفريق المتقاطع معه على أزعور يعمد إلى “تطنيش” كلام باسيل تجنبا للمواجهة داخل الفريق، إذ يعتبر سمير جعجع أن مواجهة باسيل لم يحن موعدها بعد وأن أي سجال معه من شأنه إراحة الفريق الآخر، وبالتالي عمد جعجع إلى التعميم على كل من الكتائب والمستقلين والتجدد والتغييرين بأن لا يتفاعلوا سلبا مع تصريحات باسيل.
غير أن مصادر في فريق الممانعة تنظر بعين الاستهزاء إلى كلام باسيل، وتعتبره كلاما ساذجا لا يمر، فهو طرف أساسي، ويتقاطع مع العديد من الفرقاء لمحاصرة المقاومة، وخلق بيئة حاضنة للفدرلة والتقسيم، وتسأل المصادر: “كيف له أن يكون وسطيا وهو في حالة خصومة شديدة مع الفريق الداعم لفرنجية والاتصالات مقطوعة بينهما؟”.
ولا يغش الكلام الإيجابي والمنمّق لباسيل عن المقاومة وحزب الله، حيث تضيف المصادر: أن أي كلام إيجابي من قبل باسيل عن المقاومة والتغزل بخياراتها هو مكشوف وموارب ومرفوض أيضا، إذا كان بهدف التحضير لعرض يقوم على استبعاد فرنجية، فعليه أن يعرف تمامًا بأن نتيجة الجلسة 12 كرّست فرنجية مرشّحا قوياً رغم الحشد السياسي والإعلامي والطائفي الذي سيق ضده، ليتبين بأن 13 نائباً مسيحياً قد اقترعوا له، أضف إلى أن الأصوات التي صبّت لمصلحته عكست بعدا وطنيًا بينما المرشح المدعوم من المتقاطعين قد حصد أصواتا بأغلبيتها من لون طائفي واحد.
وتشير المصادر إلى أن العديد من النواب الذين لم يصوتوا لفرنجية مقربين من الأخير، ويحبونه وبالتالي بإمكان أصواتهم أن ترفع من عدد الأصوات التي نالها وتقدمه على الرقم الذي ناله منافسة، لا سيّما أن أزعور قد استحصل على كافة الأصوات الممكنة له، أي بمعنى آخر لن يستطيع أزعور الحصول على أصوات كل من المعارضة العونية وباقي التغييريين والاعتدال الوطني على الإطلاق.
وتجزم المصادر أن باسيل اليوم وقع في مأزق، ويراهن على تغير بالموقف الفرنسي من ترشيح فرنجية، ليذهب عندها إلى الثنائي الشيعي، ويفاوض على رئيس يكون ظلاً له … وهذا ليس أقل من حلم إبليس في الجنة.