لودريان وفكرة إنعاش الحوار مجددا.. مَنْ يمسك بزمام المبادرة
قد يكون الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان محقا بدرجة كبيرة في تشديده في غالبية اللقاءات التي عقدها في لبنان على روحية الحوار من أجل الوصول إلى حل في الملف الرئاسي، لكن الحقيقة تفيد أن أي خطوة فعلية أو عملانية تصب في سياق أخذ المبادرة في قيادة حوار داخلي بين الأفرقاء لم تتظهر وعلى ما يبدو فإن أي حماسة لها غائبة او مغيبة في ظل معارضة قوى سياسية لها، وبالتالي قد تكون حظوظ الحوار معدومة . فأي بديل إذا لأجراء توافق على رئاسة الجمهورية ؟ وهل يعمد الموفد الرئاسي الفرنسي إلى وضع أسس لحوار برعاية فرنسية ام ان الامر محسوم لجهة الرفض المسبق له؟
لقد كرر رئيس مجلس النواب نبيه بري تأكيده التراجع عن الحوار بعدما أعلن دعمه لرئيس “تيار المردة” النائب السابق سليمان فرنجية، في حين أن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي لن يقدم كما هو ظاهر على رعاية أي مسعى في هذا الصدد خشية من معارضته وفشله في نهاية المطاف.
لم تكن تجارب الحوار في لبنان حول الملفات الشائكة مشجعة فكيف إذا كان الأستحقاق الرئاسي محوره ،ومعلوم أن ما من قاسم مشترك واحد يجمع فريقي المعارضة والممانعة، لا بشأن مواصفات الرئيس وهويته ، ولا برنامج عمله ، وبالتالي لا يمكن الحديث عن تهيئة أرضية لحوار مرتقب، إلا إذا كان لودريان يفكر في طرح ما، وهذا لن يخرج في خلال ايام. وعليه يجد الأفرقاء السياسيون انفسهم في موقع المترقب ، مع العلم ان فكرة الحوار البناء تحتاج إلى بلورة وتحضير والا فستخرج نهائيا من قاموس التداول أو الاستخدام.
وهنا ترى أوساط سياسية عبر ” لبنان ٢٤ ” أن الدخول في التكهنات عن إمكانية إنعاش طرح أو مسعى الحوار قد يؤدي في مكان ما إلى إدخال الملف الرئاسي في دوامة جديدة من الأخذ والرد بين المؤيدين للحوار وبين المعارضين له والمتمسكين بمقولة جلسات الأنتخاب المفتوحة بعيدا عن التعطيل”. وتؤكد الاوساط” أن ما من مبادرات جديدة حتى أن الموفد الفرنسي الذي أطلع على ما تم طرحه سابقا وجد أن الكربجة الرئاسية تفرض نفسها وإن كل فريق على تشبثه بموقفه”، نافية “أي كلام يسوق عن حوار فرنسي بهدف فرض مرشح ما لاسيما ان فرنسا لا تزال في مرحلة استطلاع الأمور ويدرك مسؤولوها كيف تم إسقاط المبادرات السابقة بالضربة القاضية من مختلف الأفرقاء”.
وتتحدث الأوساط عن فرضية تتصل بانشغالات فرنسا بمتابعة قضايا خارجية طارئة قد تجعل الأهتمام بالملف اللبناني متأخرا ،ما يساهم في غياب أي مبادرات خارجية جاهزة وتمديد مرحلة الشغور الرئاسي بالتالي ، لافتة إلى أنه عندها تضيق فرص الخيارات يمكن توقع أي أمر ،ولذلك فإن التحرك السريع بات أمرا مطروحا و هذا ما أكده عليه لودريان الذي تبدأ مهمته الفعلية بمجرد أن يقدم اقتراحا يسوق كحل وهذا يستدعي أكثر من جولة له في بيروت إنما لا بد من التخطيط للقرار المستقبلي حتى يشق طريقه بنجاح.
وتقول الاوساط أنه قد تسجل لقاءات داخلية ثنائية أو ثلاثية لكنها لن ترتقي إلى مستوى الحوار الذي يفترض ان يقوم بين طرفي النزاع .
ولكن ماذا عن طاولة مصغرة تجمع القيادات ؟ تعتبر الأوساط أن الفكرة غير مطروحة على الرغم من أن بكركي رغبت في التحضير لحدث مماثل لكنه اصطدم بالرفض. وهنا تتردد معلومات عن إرادة فرنسية بأن تشرف البطريركية المارونية على مسعى حواري جديد طالما أن سيد بكركي يتحرك وينتقد العرقلة في إتمام هذا الأستحقاق الأساسي وهو يتحدث صراحة عن وقوفه على مسافة واحدة من جميع المرشحين .
ايام او اسابيع أو أكثر قد تفصل عن تحرك الموفد الفرنسي المقبل باتجاه لبنان واذا كانت الآراء منقسمة بين عدم ترقب نتائج حاسمة منه وبين منحه فرصة ، فإن الترجيح بصيف ملؤه ” الفراغ ” قائم بنسبة كبيرة .
لبنان 24