هل دخل لبنان “الدولرة” الشاملة
يُلاحظ في الفترة الأخيرة ان اللبنانيين أصبحوا يفضلون الدفع بالدولار الاميركي وعدم اللجوء إلى الصرافين لاجراء عملية التحويل من العملة الخضراء إلى الليرة. نسبة كبيرة من المواطنين باتت تتقاضى رواتبها بالدولار كما ان قسما آخر يعتمد على تحويلات المغتربين من الخارج، إضافة إلى انطلاق الموسم السياحي وقدوم عدد كبير من المغتربين الذين يفضلون أيضا التعامل بالدولار. فهل دخل لبنان في “الدولرة” الشاملة؟
في هذا الإطار، يوضح خبير اقتصادي عبر “لبنان 24” ان “الإجراءات التي قام بها مصرف لبنان أدت إلى استقرار سعر الصرف في الأشهر الأخيرة، اما الدولار المتداول بين الناس فسببه بالدرجة الأولى التدفقات المالية والتحويلات التي تأتي من الخارج والتي تبلغ قيمتها تقريبا نحو 9 مليارات دولار سنوياً”.
ولفت إلى ان “هذه التحويلات كانت في الماضي أقل وكانت تستخدم في الدورة الاستثمارية، أي كانت تصرف في قطاع العقارات، أما اليوم فقد تحوّلت وجهتها إلى الدورة الاستهلاكية، أي ان اللبنانيين يستخدمون هذه الدولارات في الاستهلاك اليومي وهذا الأمر وفّر إلى حد ما شبكة أمان وبالتالي أصبح اللبنانيون يفضلون الانفاق بالدولار من التوجه إلى الصرافين وتحويل الدولار إلى الليرة لأنه دائما في عملية صرف الأموال هناك خسارة”.
وأوضح الخبير الاقتصادي ان “هذه التحويلات أي الـ 9 مليار دولار تشكّل تقريبا من 40 إلى 45 بالمئة من الناتج المحلي وهذا الرقم يُعتبر نسبة كبيرة”، مشيراً إلى انه “في المقابل ضاق هامش صيرفة والبيع والشراء في السوق الموازية وقلّ ربح الصرافين بشكل كبير ولم يعد الناس يلجأون اليهم بل يفضلون الانفاق بالدولار وهذا الأمر أصبح أوفر لهم “.
لبنان 24