“وهم” السياحة… ما قصّة الأرقام المبالغ فيها

“وهم” السياحة… ما قصّة الأرقام المبالغ فيها

يرى الباحث في “الدولية للمعلومات”، محمد شمس الدين، أنّ “هناك مبالغة في أعداد السياح القادمين إلى لبنان لأنّ هذا العام والعام الماضي لاحظنا أنّ الجهات الرسمية والجهات المعنية بالقطاع السياحي تعتبر أنّ كل من دخل إلى المطار هو سائح، وبالتالي وفق ذلك يقدّرون نسبة دخول السياح إلى لبنان خلال فصل الصيف، في حين أن هذا الإحتساب خاطئ والطريقة الصحيحة لإحتساب عدد السياح هي أن نأخذ نسبة الحركة العادية في المطار خلال الأشهر التي هي قبل فصل الصيف وتقدّر بحوالي 200 أو 250 ألف، يأتون عبر المطار مع الإشارة إلى أنه خلال فصل الصيف يرتفع هذا العدد إلى 400 ألف أو 450 ألف، وعيله يجب إحتساب الزيادة على هذا النحو”.

ويقول شمس الدين في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”: ” برأيي الذين يأتون إلى لبنان هم 600 أو700 ألف شخص في أحسن الحالات، ونسبة 70% منهم هم لبنانيون وبالتالي حتى الرقم 600 ألف هو رقم كبير ومبالغ لكن لأن لبنان بلد صغير وعندما يشهد زحمة في عدد القادمين إليه تقدّر النسبة بطريقة خاطئة”.

ويُشير إلى “التقديرات العالمية حول ما يصرفه السائح تتراوح بين 1200 دولار و 1500، لكنه يميّز بين السائح والمغترب لأن الأخير ليس بسائح فهو يأتي ويبقى مع أهله خلال فترة إقامته، وإذّ يؤكد أن الموسم السياحي مورد مهم، لكن هناك مبالغة في الأرقام”، لافتًا إلى أنّ “الحركة السياحية التي نشهدها حاليًا تساهم في تحريك الإقتصاد بشكل مؤقت، ويقدر حجمها بالمليار دولار، وهو رقم مهم جدًا خاصة خلال هذه الفترة “.

وحول موضوع الهجرة؟ يوضح أنّ “الهجرة موجودة دائماً، لأن اللبنانيين الذين يأتون سياحة هم نفسهم ذهبوا إلى الخارج ووجدوا فرص عمل لهم ومن ثم يعودون لتمضية فترة إجازاتهم في بلدهم فقط، ولابد من الإشارة هنا إلى الفرق بين المسافر والمهاجر، يعني الذي يذهب إلى أميركا يمكن أن يصبح مهاجرًا لكن الذي يذهب إلى دول الخليج وأفريقيا بعد 20 أو 30 عامًا سيعود إلى بلده لذلك يعتبر مسافرًا”.

ويؤكد شمس الدين أنّ ” أعداد المسافرين والمهاجرين في لبنان ترتفع مع إستمرار وجود البطالة وتراجع المداخيل، لذلك اليوم مفهوم الهجرة إختلف عن السابق، لأنه أصبحت أفراد من الأسر تهاجر إن كان الزوج أو الابن والابنة لإيجاد فرصة عمل يتمكّنوا من خلالها تحويل أمول إلى عائلتهم في لبنان، وهذه التحويلات هي مصدر أساسي للإقتصاد لأن هناك 250 ألف أسرة تستفيد منها ومن دونها لكانت هذه الأسر التي تملك قدرة الإنفاق العائلي هي أسر فقيرة”.

Exit mobile version