لبنان يستيقظ على صورة لبوتين مُحتضناً القرآن… ما القصّة
انتشرت منذ أيام لوحات إعلانية في أنحاء لبنان، تحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وهو يحتضن نسخة من القرآن أُهديت إليه خلال زيارة له لمسجد في داغستان.
وحملت اللوحات توقيع “روسليفان” (مكتب التعاون الروسي – اللبناني الذي يرأسه محمد ناصر الدين)، وهذه ليست المرة الأولى التي يواكب فيها المكتب المناسبات الروسية ومواقف موسكو.
وفي حديث لـ”سبوتنيك”، قال ناصر الدين: “الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وبعض الدول الأوروبية الغربية تحاول إقحام العالم في نفق العنصرية الإنسانية والدينية والانحلال الأخلاقي والإنساني والمجتمعي، بفعل الأساليب والأفكار والسلوك التي تفرضها وتمارسها”.
وأوضح أنه “في ظل الحروب العبثية القائمة أقدم شخص على حرق نسخة من القرآن الكريم في السويد بموافقة السلطات الحكومية، وشهدنا في أكثر من بلد حملة همجية على المسلمين وهو أمر غير مقبول ومرفوض لدى كل الديانات السماوية”.
وأكد أن “بوتين كسر كعادته هذه السطوة التي يحاولون فرضها والتي تحرض على الكراهية والإقصاء، وأفشلها بتمايزه وقناعاته المنطلقة من احترام الإنسان والمشاعر الدينية لكل فرد، فأعرب عن الشجب والاستنكار للفعل في السويد ليس بالموقف فقط، بل بخطوة حملت كل المعاني والأهداف حين زار في عيد الأضحى المسجد واحتضن القرآن قائلا “إن عدم احترام هذا الكتاب المقدس في روسيا جريمة”.
ولفت ناصر الدين إلى أن الرئيس الروسي “أعطى رسالة قيمة تفيد بمواصلة جهوده الساعية لنشر قيم الاعتدال والمحبة والتسامح ونبذ التطرف والإرهاب الفكري وضرورة الالتزام بالاحترام في العلاقات بين الشعوب”.
وأضاف، “معركة بوتين واضحة ومستمرة حيال هذا التفلت الذي تتعمد تلك الدول نشره، فروسيا تقف حصنا بوجه تلك المحاولات المشبوهة، كالترويج للمثلية ودعمها وإقرارها حكومياً وقانونياً في أكثر من بلد، وهي ظاهرة لا أخلاقية هدفها انهيار المجتمعات وتفكيكها وتقليص البشرية”.
وتابع، “تقديرا لمواقف بوتين نتقدّم له بالشكر من “روسليفان” ومن كل فرد يؤمن بأن هذه الحياة منحها الله للجميع، ولا يمكن لأي شخص مهما شعر أنه يمتلك القوة على الأرض أن يحارب التكوين وأن يغير طبيعته”.
هذا ومزّق المتطرف سلوان موميكا (37 عاما) ذو الأصول العراقية نسخة من القرآن، يوم الأربعاء 28 حزيران، أول أيام عيد الأضحى، وأضرم النار فيها عند مسجد ستوكهولم المركزي، بعد أن منحته الشرطة السويدية تصريحاً بتنظيم الاحتجاج بعد صدور قرار قضائي.
وتوالت ردود الفعل المنددة عربياً ودولياً بحادثة حرق النسخة من المصحف الشريف في العاصمة ستوكهولم.