جريمة حضانة Garderêve… “الحقّ” ليس على الأمهات العاملات!
جيني حلو خوري. إسم يتداوله بغضب شديد كل من شاهد فيديو تعنيف الأطفال الرضّع في حضانة Garderêve ، واستفزّه أن تكون هذه السيدة المؤتمنة على حماية هؤلاء الأطفال، تقابلهم بوحشية غير موصوفة ومستفزة إلى أبعد الحدود.
فبعد انتشار الفيديو المقيت لهذه “المربّية” وهي تصرخ بطفلة بأبشع التعابير وأكثرها حقارة، وترغمها عنوة على تناول الطعام، لا بل تقحمه بقوّة في فمها، غير آبهة للعواقب الوخيمة “التي ممكن أن تترتّب عن ذلك كالاختناق مثلاً، فضلاً عن تصويرها وهي تضرب ولداً على رأسه خلال تناوله الطعام، أدّى بالقاضية المنفردة في بعبدا الناظرة في قضايا أحداث في جبل لبنان جويل أبو حيدر إلى إصدار قراراً بمنع حضانة GARDEREVE من فتح أبوابها ابتداءً من تاريخ صدور القرار، أي 10-07-2023.
من جهته، افاد المكتب الإعلامي لوزير الصحة العامة فراس الابيض في بيان بانه “بناء على قرار وزير الصحة إثر توافر معطيات مؤكدة أظهرها التحقيق السريع في قضية تعنيف أطفال في حضانة Garderêve بمنطقة المتن الشمالي، تم التواصل مع قائمقام المتن مارلين حداد لإجراء المقتضى القانوني حيث تم إقفال الحضانة بالشمع الاحمر”.
وفي تصريح له دعا الأبيض القضاء إلى”انزال أقصى الإجراءات العقابية بحق المرتكبين “، مؤكدا أن الأقفال” لا يكفي ويجب أن يكون العقاب عبرة لمن اعتبر”.
ولكن هل هذا القرار القضائي الذي ترفع له القبّعة، كفيل بتهدئة نفوس الأهالي الذي صعقوا فور مشاهدتهم أولادهم الملائكة وهم يتعرّضون للتعنيف؟
تداولت معلومات عدّة عبر مواقع التواصل الإجتماعي تفيد بأن عدداً من الأمهات والآباء توجّه إلى منزل جيني حلو خوري وأقدموا على ضربها، في محاولة منهم لردّ اعتبار أبنائهم.
هذه ليست بدعوة إلى اللجوء للعنف لتحصيل الحقوق، ولكن هل يُلام الأهالي على ردّ فعلهم بعدما وضعوا آمالهم بهذه الحضانة كي تهتمّ بصغارهم، فبادلتهم بأسوأ أشكال العنف؟
إلا أن الأمر الأشد غرابة الذي تداوله كثر أيضاً عبر مواقع التواصل الإجتماعي، هو وضع اللوم على الأمهات اللواتي يودعن أطفالهنّ الرضّغ في الحضانات كي يذهبن إلى أعمالهنّ.
هؤلاء قرروا غضّ النظر عن الجريمة الموصوفة التي حدثت، والإستعاضة عن التفكير بمدى مراقبة الجهات المعنية ما يحدث داخل مراكز الرعاية على غرار الحضانات والمستشفيات ودور العجزة، بشنّ حملة لا زلنا نشهدها للأسف على النساء، كما يحدث في أغلب الحالات، وكأن الحديث عن التعامل مع المرأة ككيان وليس كجنس هو الشيطان الكامن في عقول الكثيرين.
إلا أن ثابتاً واحداً لا يمكن السماح بأن تغيّره لا العقد النفسية ولا “الشماعات” التي يتلطى خلفها بعض المتحذلقين، هي أن الأطفال نعمة من عند الله وليسوا كبش فداء لأيّ كان ولا لأي سبب من الأسباب الواهية وغير الواهية من الوحوش على هيئة بشر!