“التوتر السياسي داخليًا استنفر دول اللقاء الخماسي”!
انقلب المشهد الداخلي في الساعات الـ24 الأخيرة بشكلٍ مفاجئ على مستوى عودة لبنان مجدداً إلى خارطة الاهتمام الأوروبي والأميركي والإقليمي، مع انطلاق سلسلة تحركات متصلة بالملف الرئاسي، كما بالملف الأمني الجنوبي، ولكن مع ترك الاستحقاق النقدي المرتقب نهاية تموز الجاري، في دائرة الغموض بانتظار الساعة الصفر، والتي ستنقشع فيها خيوط “اللعبة” بالكامل.
وفي موازاة التحرك على مستوى اللقاء الخماسي لضبط واقع الفراغ الرئاسي، ينشط في الآونة الأخيرة تحرّك ديبلوماسي بتوقيع أميركي لاحتواء التصعيد العسكري في الجنوب، وهو ما يؤشّر إلى وجود مظلة دولية لا تزال تحول دون حصول الارتطام الكبير بعد ثلاث سنوات من الانهيار، كما تلاحظ مصادر سياسية مطلعة على الحراك الديبلوماسي الأخير، حيث تشير إلى أن الولايات المتحدة الأميركية، أوفدت، وبشكلٍ مفاجئ، الوسيط في ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل إلى تل أبيب، في مهمة محدّدة، تقضي باحتواء ضمّ إسرائيل الشطر الشمالي من قرية الغجر، وإصرار “حزب الله” على نصب خيمتين في مزارع شبعا، داخل الأراضي اللبنانية.
وإزاء هذا الواقع المستجد، هل تخشى عواصم القرار أن يتدحرج الواقع المأزوم نحو متاهات خطيرة؟ تقول هذه المصادر لـ”ليبانون ديبايت”، إن التوتر السياسي داخلياً قد استنفر دول “اللقاء الخماسي”، التي سيجتمع ممثلوها وفق ما هو مرتقب، مطلع الأسبوع المقبل في الدوحة، لبحث مسألتين: عقد طاولة حوار للأطراف اللبنانية، من أجل التفاهم على إجراء الانتخابات الرئاسية، مع العلم، أن نقاشاً ديبلوماسياً قد بدأ من بيروت، ومن خلال مشاورات بين سفراء الدول العربية المعنية باجتماع الدوحة، ولكن من دون أن ترشح أية معلومات حول جدول أعمال هذا الاجتماع.
ومن ضمن هذا السياق، ترى المصادر أن تقدم العنوان الجنوبي على العنوان الرئاسي، قد أعاد حسابات بعض الأطراف الخارجية المواكبة للملف الرئاسي، ما انعكس مباشرةً على حركة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، الذي لم يقرّر بعد ما إذا كان سيشارك في اجتماع الدوحة، مع العلم أنه سيزور قطر قريباً، ولذلك، لم يتمّ تحديد أية مواعيد رسمية له في بيروت.
ليبانون ديبايت