مسؤول لبناني شهير مصاب بـ”السرطان”.. فيليب سالم يروي قصة “صادمة” تقشعر لها الأبدان: خذوا العبرة
شكر الكاتب والمفكر البروفيسور فيليب سالم الله على كل ما أغدقه عليه من نعم، وعلى كل ما أنجزه حتى اليوم .
وفي مقابلة عبر “سبوت شوت” ضمن برنامج “وجهة نظر” قال سالم: “كنت أخاف أن أرحل دون ان أكتب عن خبرتي في الأمراض السرطانية وفي الشأن العام، فالرب أعطاني فرصة الكتابة فإن مات جسدي أريد أن يبقى فكري حيّاً”.
أما عن رأيه بلبنان وبأوضاعه الحالية، رأى سالم أن “لبنان اليوم لبنانَين، لبنان السياسة والدولة الذي يتجه نحو الحضيض، ولبنان الوطن والناس الذي لا يزال ينبض حياةً وفرحاً، فرغم كل الصعوبات هناك مناطق وكأنها في عرس وهذا ما أراه في بلدتي بطرّام”.
كما أبدى تفاؤله بما وجده من إقبال على “العلم والدراسة الجامعية لدى الشباب اللبناني، فالعلم والحضارة لا تزال حية كذلك لازال اللبنانيون يتحدثون عن جبران خليل جبران ومئوية كتاب النبي”.
وتابع, ” أنا لا أؤمن أن هناك شيئاً مستعصياً ولا أن هنالك حائطاً مسدوداً، دائماً هناك أمل، ولكن يجب أن نبحث عنه ونراه كي نتمكن من مواجهة الطبقة الحاكمة الساعية لتأمين إستمرارية مصالحها، فلم أرَ يوماً سلطة سرقت شعبها بهذا الشكل، ليس بالمال فقط بل بكرامته وآماله، وإن تمت محاكمة هذه الطبقة سنكتشف فساداً غير مسبوق وسنكتشف خبثاً أعظم من خبث السرطان، فالسرطان يقتل أفراداً أما السلطة السياسية فتقتل الملايين، وفي معالجة السرطان يجب مواجهة الإحباط، ونحن أيضاً عدونا الإحباط والقبول بالوضع القائم”.
وأضاف، “على الشعب اللبناني العمل لتصحيح المسار، ويجب ان نثور على الوضع القائم ويجب تغيير المصدر الاساسي لوجود الطبقة السياسية الحالية، وهو العقل السياسي اللبناني القائم على الإنتماء الأعمى للزعيم والطائفة”.
وأكمل، “مخطئ من يظن أننا وحدنا ننقذ لبنان، نحن نحتاج إلى الخارج ممثلاً بالأمم المتحدة، إلى مؤتمر دولي من أجل لبنان، لإقرار مبدأ سيادته وحياده الفعلي، كي يتم إخراجه من الوصاية التي لازمتنا منذ عهود، من الوصاية المصرية الى الفلسطينية والسورية فالإيرانية”.
واكد أن “مشكلة لبنان ليست إقتصادية بقدر ما هي سياسية تطال النظام، فعظمة لبنان ليست بالسياسة بل بالحضارة المميزة التي لا تشبه شيئاً آخراً في الشرق.
كما إعتبر سالم أن طاولة الحوار المقترحة هدفها تضييع الوقت، فالحوار يتطلب حرية علماً أن سياسيينا سيجلسون على الطاولة والحبل مربوط على أعناقهم ولكل منهم مرجعيته التي تديره، فنحن بحاجة إلى عمل كبير والعلاج يجب ان يكون على مستوى مؤتمر دولي، والتوافق لا ينتج قائداً ولا يأخذ لبنان الى الشفاء التام وقد يكون مرحلة إنتقالية، نحن نريد لبنان الذي يتعاون فيه المسيحي والمسلم، والكلام عن الفدرالية يدعم التشرزم وما نحتاجه فعلاً هو قيادة مركزية قوية”.
كما شدد على أنه “لا يمكن للبنان أن يقوم في ظل وجود جيشين أو قوة أجنبية تديره، وحزب الله ليس وحده من لا يريد بناء الدولة، بل معظم الكتل السياسية، وأنا أدعو الى العمل الديبلوماسي المبدع مع حزب الله وإيران، ومع اني ضد وجود سلاح الحزب، ولكني أيضاً ضد فكرة نزعه بالقوة”.
وختم سالم بالقول “أنا أرى النور في آخر الطريق، نحن لدينا الإنسان الصلب والأرض الجميلة ورسالتي إلى الشعب اللبناني تقول، إياكم والإحباط، لبنان لن يموت سيبقى عظمة الشرق بحضارته وعلمه وإنفتاحه وصموده