نموّ ظاهرة “مقلقة” في لبنان… والإعلام يعززها!

نموّ ظاهرة “مقلقة” في لبنان… والإعلام يعززها!

لدى المقارنة بين النصف الأول من العامين 2022 و 2023 من كانون الثاني إلى حزيران, نرى بأن نسبة إرتفاع حالات الإنتحار في لبنان إرتفعت وبشكل مقلق, إذ تخطّت الـ 50% بحسب إحصائيات الدّوليّة للمعلومات.فكيف تطورّت هذه الأرقام؟ وما هي الأسباب التي أدّت إلى تنامي هذه الظاهرة؟!

في هذا الإطار الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين, كان قد كشف في وقت سابق لـ “ليبانون ديبايت”, أن “عدد حالات الإنتحار خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي بلغ 50 حالة انتحار, خلال شهر كانون الثاني بلغ عدد حالات الإنتحار 11 حالة, وفي شهر شباط 10 حالات, وفي شهر أذار 15 حالة, اما في شهر نيسان وصلت حالات الإنتحار إلى 14 حالة”.

وبحسب إحصائيات الدولية للمعلومات, فقد سجل لبنان خلال شهر أيار 15 حالة إنتحار, وخلال شهر حزيران 14 حالة, الأمر الذي رفع عدد حالات الإنتحار في لبنان خلال الـ 6 أشهر الاولى لعام 2023 إلى 79 حالة إنتحار, بعدما سجل العام الماضي في الوقت نفسه 52 حالة, وهذا يعني أن نسبة حالات الإنتحار إرتفعت 52%, وهو مؤشر خطير حيث لا زلنا في نصف العام والأوضاع الإقتصادية ما زالت تتدهور.

وما يجب التنويه إليه, أن هناك حوادث انتحار لم يتمّ إبلاغ القوى الأمنيّة عنها، وبالتّالي قد تكون الأعداد الفعليّة أكبر من الأعداد المذكورة في الإحصاء الرسمي.

وتعليقاً على هذه الظاهرة أشارت الأخصائية النفسية والإجتماعية لانا قصقص، في حديثٍ إلى “ليبانون ديبايت”، أن “أهم الأسباب هي تدهور الحالة النفسية عند الأشخاص بسبب الضغوطات الكبيرة من جهة, وبسبب الصدمات التي يتعرّض لها من جهة ثانية, وذلك يتزامن مع غياب تقديم الخدمات والرعاية المتعلّقة بالصحة النفسية”.

وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, اعتبرت قصقص أن “وسائل الإعلام لعبت دورا خاطئاً في الفترة الأخيرة, من خلال تسليط الضوء على هذه الظاهرة بطريقة سلبية, متوقفة عند ما يسمّى بالعدوى الإجتماعية, لأن أي شخص لديه إستعداد للإنتحار ويسمع من خلال وسائل الإعلام بحالات الإنتحار التي تسببت بها الحالة الاقتصادية الخانقة, سيعزز ذلك من فكرة الإنتحار عنده”.

وتوضح أن تسليط الضوء بهذ الطريقة من الإعلام على موضوع الإنتحار كأنه تبرير للهروب من الظروف الحالية عبر الانتحار, وبدلاً من أن يقدّم الإعلام لأصحاب الفكر الإنتحاري الحلول والملاجئ الآمنة, يحثّهم بطريقة غير مباشرة على الهروب من ظروفهم والإقدام على الإنتحار.

وعن الحلول؟ أجابت قصقص: “طلب المساعدة الفعلية, وتلقّي الدعم العاطفي والنفسي والإجتماعي اللازم من خلال المحيطين به, والذهاب إلى طبيب أو معالج نفسي وفي حال لُزم الأمر أخذ العلاجات المناسبة, لان الإكتئاب هو مثله مثل أي إضطراب آخر ويُحلّ بعلاج نفسي معين أو أدوية معينة”.

Exit mobile version