ما الذي حذرت منه السفيرة الفرنسية قبل مغادرتها بيروت
رسائل غير مسبوقة وغير مألوفة على المستوى الديبلوماسي قد حملتها المواقف العالية السقف، التي أطلقتها السفير الفرنسية في لبنان آن غريو، لمناسبة عيد بلدها، وفي المناسبة الأبرز قبل تركها لمنصبها في بيروت مه نهاية تموز الجاري. فالسفيرة غريو، أقرّت بأن لبنان يخسر واستقراره الحالي “خادع” وغير رسمي و”يتغذى من الترسيخ المتزايد لعملية التبييض والجريمة”، وتحدثت عن “الزبائنية” وعن الفساد و”الشلل المميت” في لبنان.
وفي قراءةٍ لتحذيرات واتهامات السفيرة الفرنسية، لم يلحظ سفير لبنان الأسبق في واشنطن رياض طبارة، أي جديد غير ما وصفه ب”البهدلة” العادية للمسؤولين في حين أنها استثنت الجيش وقوى الأمن الداخلي والمجتمع، وبالتالي وجهت الإتهامات للحكومة والبرلمان، حيث أن الحكومة عاجزة عن اتخاذ القراررات الإقتصادية الضرورية فيما مجلس النواب لا يشرّع.
وتوقف السفير طبارة في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، عند إشارتين لافتتين في خطاب السفيرة غريو في العيد الوطني الفرنسي، الأولى أن الإقتصاد اللبناني في خطر بعدما أصبح اقتصاداً يسمح بتبييض الأموال نظراً لكونه “اقتصاداً نقدياً أو كاش”، بمعنى أن تبييض الأموال هي مسألة بالغة الخطورة لأنها تعرض لبنان لعقوبات، وبالتالي فإن “خراب الإقتصاد هو في احتمال حصول عمليات تبييض أموال”. أمّا الإشارة الجديدة اللافتة، والثانية وفق طبارة، فهي المبادرة المرتقبة عبر اتفاق خماسي للدول الفاعلة، والذي قد تنضم إليه إيران، ليصبح اتفاق الخمسة زائد واحداً بالنسبة للملف الرئاسي، وليس مبادرة فرنسية على غرار مبادرة الرئيس إيمانويل ماكرون الرئاسية السابقة. كذلك يتحدث طبارة عن تدخّل السفيرة الفرنسية في الشؤون اللبنانية من خلال القول “أين كنتم ستكونون لولا تحويلات المغتربين؟”، مع العلم أنه في تاريخ لبنان، كان اللبنانيون يهاجرون ويغتربون من أجل العمل وتحويل الأموال لعائلاتهم، كذلك فهي قالت: “اين كنتم ستكونون لو لم نساعدكم ولو لم تساعدكم قوات اليونيفيل؟”، وهو”تربيح جميلة في محله”. |