“مركزيات” السوق السوداء: هذه أسباب الهزّة الدولارية يوم السبت
هكذا من دون سابق إنذار ارتفع سعر صرف الدولار يوم أمس من 92 ألف ليرة إلى 98 ألف ليرة خلال ساعة واحدة تقريباً، ثم عاد لينخفض إلى حدود 93 ألف ليرة خلال ساعة أيضاً، في ظل تسرّب الكثير من الأخبار والمعلومات حول هذه “الهزّة” الدولارية التي ضربت السوق.
مفاعيل الهزة تخطّت الدولار
لم تكن مفاعيل الهزة محصورة بالعملة وحسب، فدقائق “الهزّة” كانت كفيلة بهز استقرار عدد من اللبنانيين الذين هلعوا لبيع الدولارات، ولم يجدوا من يشتري منهم، أو لتعبئة سياراتهم بالوقود، مما خلق طوابير أمام إحدى “مركزيات الضاحية” لبيع وشراء الدولار، وطوابير أمام محطات المحروقات.
حسب أحد أهم الصرافين في الضاحية الجنوبية، فما حصل السبت ليس واضحاً بالنسبة إليهم، خصوصاً أن المركزيات التي تعمل بسوق الدولار، في الضاحية وبيروت وكل لبنان، لم يكن لها علاقة بارتفاع الأسعار. فهذه المركزيات التي تعمل تحت رعاية سليم الخليل تلتزم بسعر موحد لشراء العملة الصعبة، يحددها الخليل. فعلى سبيل المثال يُعرض سعر 92000 للشراء، وعليه لا يمكن لأي مركزية أن ترفع السعر فوق 92000، وكل “اللعب” يكون تحت هذا السقف، وما حصل السبت عصراً لم يخرج عن هذا السياق، لذلك لم تشتر المركزيات الدولار ولم تبعه، بالرغم من اصطفاف طوابير من المواطنين أمام المركزيات لشراء الدولار بسبب شائعات انتشرت ظهراً.
أخبار بالجملة
كثيرة هي الأخبار التي انتشرت حول سبب الهزة، والبداية كانت مع انتشار خبر “توقيف منصة صيرفة”، علماً أن السبت والأحد عطلة للمصارف. وفي هذا السياق، يكشف أحد العاملين في المصارف عبر “المدن” أن خبر توقف منصة صيرفة عار من الصحة، والحقيقة أن المواطنين توقفوا الأسبوع الماضي عن البيع والشراء عبر المنصة، خشية من كل الأخبار التي ترافق انتهاء ولاية رياض سلامة.
بالتوازي، انتشرت معلومات -حسب الصراف- عن أن المصرف المركزي يُريد شراء كمية كبيرة من الدولارات لصالح مؤسسة كهرباء لبنان، نتيجة الجباية التي تجريها المؤسسة على أساس سعر صيرفة زائد 20 بالمئة، ما يجعل سعر دولار كهرباء لبنان 102 ألف ليرة. وبالتالي، ومن أجل شراء الدولارات، لا بد من تحريك السوق لحثّ الناس على البيع، فارتفع السعر مع ازدياد حجم الطلب كثيراً، دون أن يتخطّى 100 ألف ليرة، ما يُبقي “مصرف لبنان” فائزاً من أموال مؤسسة كهرباء لبنان.
لم تصمد هذه الخبرية طويلاً، فانتشرت أخرى، يقول الصراف، مشيراً إلى أن معلومات وصلت إليهم تقول بأن من الأسباب التي أوقعت الهزة الدولارية قيام مصرف لبنان منذ يومين بدفع مبالغ ضخمة بالليرة للمقاولين المرتبطين مع الدولة اللبنانية بعقود. وبالتالي، طلب المقاولون الدولار لشرائه وتحويل ليراتهم إلى دولارات، فارتفع السعر بهذه الطريقة.
حسب الصرّاف، فإن الدولار ثابت منذ فترة جرّاء أمرين. الأول، القرار السياسي بضبطه. والثاني، منصة صيرفة. وبالتالي، فإن التبدل بسعر الصرف لا يتحقق سوى بانتفاء أحد السببين أو كلاهما، علماً أن “خبر” استقالة نواب حاكم مصرف لبنان الاثنين المقبل خلق بلبلة في السوق، ومن رمى الخبر كان يستهدف حصول البلبلة، وهو أمر متوقع أن يتكرر في الفترة المقبلة. علماً أنه حسب معلومات “المدن” فإن استقالة النواب وإن كانت مستبعدة تماماً الاثنين المقبل، إلا أنها لا تغير بالواقع شيئاً، فإن استقالوا عليهم الاستمرار بعملهم كالمعتاد، الى حين بتّ مجلس الوزراء باستقالاتهم.
المصدر : المدن :محمد علوش