واشنطن تفتح ملف الترسيم البري بين لبنان وإسرائيل… ولكن!
على الرغم من تراجع الحديث عن وساطة أميركية من أجل البدء بعملية ترسيم الحدود البرية بعد إنجاز الترسيم البحري، وما زالت الأنظار تتركز على الحدود الجنوبية، بعد إلغاء الإجتماع الثلاثي في الناقورة، حيث توحي التطورات اليومية باحتمال وقوع إشكال عند أي احتكاك وفي أي لحظة.
وفيما تتعدّد السيناريوهات بالتوازي مع حركة الإتصالات المحلية والخارجية، فإن خيمتي “حزب الله” والتوغل الإسرائيلي في الغجر الشمالي، قد باتا في عهدة قوات الطوارىء الدولية حيث تعمل قيادة اليونيفيل وبالتنسيق مع الجانبين على طرفي الخط الأزرق، على العمل لإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل أسابيع أي قبل الخيمتين وقبل الخرق الإسرائيلي في الغجر، وهو ما أكدت عليه مصادر ديبلوماسية مواكبة في بيروت.
فقيادة “اليونيفيل”، قد قامت بتحقيق ميداني، تقول المصادر الديبلوماسية لـ”ليبانون ديبايت”، وهو ما أدى إلى سحب خيمةٍ للحزب وبقاء الثانية. إلاّ أن التوتر في المنطقة الحدودية، ما زال قائماً، وذلك على الرغم من تحرك السفيرة الأميركية دوروثي شيا التي جالت على المرجعيات في بيروت، وبالتزامن مع دخول المستشار الرئاسي لشؤون الطاقة والوسيط السابق في ملف الترسيم البحري آموس هوكشتاين، على خطّ التهدئة في إسرائيل.
وبالتالي، فإن التهدئة هي مطلب مشترك من طرفي الحدود، ولكن الصيغة التي سوف تستقر عليها المعادلة الأمنية، لم تتبلور بعد، كما كشفت المصادر الديبلوماسية، التي أشارت إلى اقتراحات قيد التداول، ولكن من دون أن يكون من بينها، على الأقل في الوقت الراهن، ما يتعلق بالترسيم البري بين لبنان وإسرائيل. وتعزو المصادر هذا الأمر إلى غياب الضغط الأميركي الذي دفع نحو إنجاز الترسيم البحري، والذي أتى في حينه تجاوباً مع المصلحة الإسرائيلية.
لكن ما هو ثابت ومؤكد بحسب المصادر، أن واشنطن قد فتحت ملف الرسيم البري ولكن ما من آليات للسير بأية مفاوضات في هذا الإطار خلال الفترة الراهنة، وعليه، فإن كل الحراك الديبلوماسي الحالي، يأتي تحت عنوانٍ واحد ، هو التهدئة قبل المباشرة بأعمال الحفر والتنقيب في حقل قانا بعد أسابيع معدودة.
عند هذه المحطة، لا يمكن إسقاط استحقاق التجديد للقوات الدولية في الجنوب في مجلس الأمن، وذلك في ضوء انطلاق المشاورات الديبلوماسية بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن، من أجل تكريس آليات المعالجة الأممية لأي خرق أو توتر أو احتكاكات عسكرية على طول الخط الأزرق، مع العلم أن المصادر الديبلوماسية، تعتبر أن الوضع الأمني في الجنوب والذي “تحرك بسحر ساحر”، في الفترة الماضية، مرتبط بروزنامة إقليمية – دولية من جهة وباعتبارات سياسية لدى كل من إسرائيل و”حزب الله” من جهة أخرى، وبالتالي، فإن إنهاء التوتر هو نتيجة حتمية من ضمن هذا السياق، وأمّا التصعيد الميداني، سيبقى على الدوام تحت سقف معين ولن يتخطاه.