“لا يمكن ولن نرضى”… موقف “سنّي” رافض!
ليس خافيًا على أحد إنكفاء المكون السني عن القرارات الوجودية في الدولة اللبنانية بعد تعليق الرئيس سعد الحريري الحياة السياسية وفقدان المرجعية السياسية لهذا المكون، بحيث تحولت الزعامة المركزية إلى زعامات مناطقية لا يمكنها التأثير بالقرار السياسي في الدولة، فأين أصبح الدور المفقود اليوم؟ ومتى يعود هذا المكون لفرض وجوده داخل شؤون الدولة كافة؟
يؤّكّد عضو كتلة “الإعتدال الوطني” وليد البعريني، أنّ “هناك فارق بالتعابير، فلا يمكن الحديث عن غياب سني بينما السنة طائفة أساسية في لبنان، ولا يمكن لأحد تغييبها وإلغائها، بل يمكن الحديث عن غياب المرجعية السياسية الموحدة للطائفة، وهو أمر لا يمكن لأحد نكرانه منذ أن قرر الرّئيس سعد الحريري تعليق العمل السياسي”.
ويقول البعريني في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”: “اليوم كنوّاب سنة وكتكتّل إعتدال وطني، نهجنا واضح لجهة التمسّك بخط الإعتدال الذي أرساه الرّئيس الحريري، ونسعى لتمتين هذا الخط، صحيح أن وزن الرئيس الحريري لا يمكن تعويضه، لكن من واجبنا الحفاظ على هذا النهج”.
ويُشدّد على أنّ “دور الطائفة مشهود له منذ استقلال لبنان وما قبله وما بعدها، فالطائفة السنية قدّمت الكثير للبنان من عطاءات وإنجازات وتضحيات وشهداء، ولا أحد يمكنه نكران هذا الأمر. اليوم هموم السنة كهموم كل اللبنانيين من مختلف الطوائف، لجهة حرصهم على بناء الدولة ومؤسساتها وتأمين حياة كريمة ومعالجة الأوضاع الإقتصادية والمالية والمعيشية والإجتماعية”.
ويُتابع، “أما على الساحة السياسية، فلا يمكن ولا نرضى بأن يتم تغييب الوزن السني، وأساسًا أي صيغة لا تراعي التوازنات اللبنانية ويكون الجميع حاضرًا فيها هي صيغة محكوم عليها بالفشل، ولذلك نحن دومًا نجددّ التمسك بإتفاق الطائف كراع للحياة السياسية والوطنية بين اللبنانيين”.
وحول موقف تكتل “الإعتدال الوطني” من البيان الصادر عن اللجنة الخماسية وعودة لودريان؟ يرى أنّه “بدل أن نُنقاش في بيان اللجنة الخماسية وإنتظار أي موفد خارجي، نفضل أن نجدّد موقفنا من أهمية التواصل والحوار بيننا كلبنانيين، فنحن لسنا قاصرين كي نحتاج دومًا لوصاية ورعاية خارجية، وهذا بحد ذاته إهانة لكل لبناني. ماذا ينقصنا كي نتفاهم في ما بيننا ونتوصّل إلى قواسم مشتركة وننهض بوطننا وننقذ شعبنا من دون إنتظار أحد”.
وبالنسبة للخارج، يقول البعريني: “بالطبع مشكورة الدول الحريصة على لبنان واللبنانيين، ولا يمكن إلّا أن نوجّه التحية لكل دولة شقيقة تحرص على مستقبل لبنان، لكن ثمّة دول من جهة أخرى تهمّها مصالحها أولًا وهذا حقها وهي تعمل لمصلحتها، ومن الواجب أن نتمثل بهم من أجل العمل لمصلحة بلدنا بدل إنتظار الخارج ليحثّنا على انتخاب رئيس والنهوض بالبلد”.