“اللبنانيون طالبوا المجتمع الدولي بالعدالة… لكنهم خُذِلوا”

يستذكر لبنان اليوم تفجير مرفأ بيروت ومئات الضحايا الذين سقطوا، وآلاف الجرحى ودمار جزء من العاصمة، ولكن من دون أن يغيب الألم ويشفى الجرح المفتوح الذي يعبِّر عنه أهالي الضحايا والجرحى المطالبين بالعدالة وبالحقيقة.

ثلاث سنوات مرّت على التفجير الذي اعتبر جزء كبير من اللبنانيين بأنه استهدف الجزء المسيحي من العاصمة، إذ يتحدث النائب السابق الدكتور فارس سعيد، عن “خطأ ارتكبناه عندما وجّهنا الرأي العام من خلال الإعلام ومن خلال الكنيسة، بأن هذه الجريمة موجّهة ضد المسيحيين، بينما هي موجّهة ضد كل لبنان وضد قيام الدولة فيه، ومن خلال هذا التوجيه، فقدنا اللحظة السياسية الوطنية التي كان من الممكن أكثر أن تساعد اللبنانيين على استدعاء اهتمام العالم، ووضع الجهات التي ارتكبت هذه الجريمة ضمن إطار العدالة الدولية التي كان من الممكن أن تساعد أكثر في كشف الحقيقة”.

ويكشف الدكتور سعيد في حديثٍ لـ “ليبانون ديبايت”، إن اللبنانيين استدعوا انتباه العالم مرتين، المرة الأولى عند اغتيال الرئيس رفيق الحريري في العام 2005، والمرة الثانية في العام 2020، بعد تفجير مرفأ بيروت. ويشير الدكتور سعيد، إلى “أننا في المرة الأولى، حصلنا على الحقيقة ولكن لم نحصل على العدالة، وفي المرة الثانية في جريمة تفجير المرفأ، لم نعرف الحقيقة ولم نحصل على العدالة”.

ويضيف سعيد، إن اللبنانيين تراجعوا في العام 2005، بينما لو نُفِّذت العدالة مرة واحدة في لبنان، وبمبادرة دولية، لكانت نُفِّذت أيضاً في كل المنطقة من العراق إل ىسوريا واليمن والسودان وفي كل مكان، موضحاً أنه “من الممكن أن يكون المجتمع الدولي اختار أمنه على حساب حرية هذه الشعوب، وبدلاً من مساعدة اللبنانيين أولاً، وأهل المنطقة ثانياً، بترسيخ مبدأ العدالة التي تُعتبر مفتاح وحجر الأساس لاستقرار أي بلد”.

ويؤكد سعيد، أن اللبنانيين طالبوا المجتمع الدولي مرتين بالعدالة، لكنهم خُذِلوا من قبل هذا المجتمع، من دون أن ينكر أنه “في المرة الأولى، حصل تراخٍ من الجانب اللبناني الذي تراجع بسبب الحرص على الإستقرار الداخلي وعدم الإصطدام مع “حزب الله”، وبالتالي، اكتفى بالحقيقة فقط، فيما اختبأ المجتمع الدولي وراء هذه الميوعة اللبنانية، علماً أنه لو كان لدى المجتمع الدولي مصلحة بمعاقبة المسؤول عن اغتيال الحريري، كان قام بذلك، ولو كان لدى هذا المجتمع النية بمعاقبة المسؤولين عن تفجير المرفأ لكان تدخل أيضاً وعاقبهم من دون تأخير”.

هل سيتوقف اللبنانيون إذن عن انتظار العدالة في تفجير المرفأ؟ عن هذا السؤال يجيب الدكتور سعيد، أن “هذا لا يعني أنه علينا أن نتخلى عن الحرية والعدالة والحقيقة، ولا يجب أن نتخلى عن نضالنا من أجل الحرية والعدالة، ولكن النضال سيكون أصعب ممّا كان عليه في السابق”.

المصدر: ليبانون ديبايت

Exit mobile version