يُعد المغنيسيوم معدنًا أساسيًا لا غنى عنه لصحة الجسم ورفاهيته، فهو يلعب دورًا حاسمًا في العديد من الوظائف الحيوية، من تنظيم ضغط الدم إلى دعم الجهاز العصبي. وعلى الرغم من أهميته، فإن الكثير من الناس يعانون من نقص هذا المعدن الضروري دون أن يدركوا ذلك.
تُعتبر التغذية السليمة المصدر الرئيسي للمغنيسيوم للجسم، إذ، يتركز هذا المعدن في مجموعة متنوعة من الأطعمة، مما يجعل من الممكن الحصول عليه بكميات كافية من خلال اتباع نظام غذائي متوازن. ومع ذلك، هناك عوامل عدة، مثل العادات الغذائية غير الصحية والضغوط اليومية، التي قد تؤدي إلى نقص المغنيسيوم.
الأعراض
أوضحت أختصاصية التغذية جولين نبهان لـ “الديار” أهمية المغنيسيوم في الجسم وتأثير نقصه، حيث ذكرت أن من أهم الأعراض: الشعور بالاكتئاب وتقلبات المزاج الحادة، تنميل الأطراف خاصة الأصابع، التشنجات العضلية، التعب، والغثيان. وأضافت أن من أهم فوائد المغنيسيوم أنه يعادل مستوى السكر في الدم، يعالج أعراض الاكتئاب، يحسن نوعية النوم، يلعب دورًا حيويًا في صحة العظام، ويخفف من الصداع النصفي وأعراض الدورة الشهرية، خاصة لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض.
وشددت على أهمية إجراء فحص دم قبل اللجوء إلى المكملات الغذائية التي تحتوي على المعادن والفيتامينات. وأوضحت أن زيادة هذه العناصر في الجسم قد تسبب آثارًا جانبية خطيرة، مثل التسمم، وقد تكون أكثر خطورة من نقصها. لذلك، ينصح بقياس مستوى المغنيسيوم وغيره من الفيتامينات والمعادن في الجسم قبل البدء في تناول أي مكملات عشوائياً. كما نصحت بتناول المغنيسيوم ليلاً قبل النوم نظراً لدوره في مساعدة الجسم على الإسترخاء والنوم، فيضمن الشخص بذلك الحصول على نوماً هنيئاً.
المغنيسيوم ليس للجميع
وعن الفئات التي ينبغي عليها توخي الحذر عند تناول مكملات المغنيسيوم، تقول نبهان انها تشمل الأفراد الذين يتناولون أدوية تثبط إفراز حمض المعدة، مثل مثبطات مضخة البروتون (PPIs) أو حاصرات مستقبلات الهيستامين H2، حيث قد يؤثر المغنيسيوم على امتصاص هذه الأدوية أو فعاليته. كما يجب على الأشخاص الذين يتناولون مدرات البول (أدوية مدرة للماء) الحذر، لأن هذه الأدوية قد تزيد من فقدان المغنيسيوم عبر الكلى. بالإضافة إلى ذلك، قد يتفاعل المغنيسيوم مع بعض أنواع المضادات الحيوية، مما يقلل من امتصاصها.
ونصحت المرضى الذين يتناولون أدوية هشاشة العظام، باستشارة الطبيب قبل تناول مكملات المغنيسيوم، حيث قد تتفاعل هذه الأدوية مع بعضها البعض وتؤثر على امتصاص الكالسيوم والمغنيسيوم. كما ينصح مرضى القلب والكلى بتوخي الحذر الشديد، حيث قد يؤدي ارتفاع مستوى المغنيسيوم في الدم إلى مشاكل صحية خطيرة.
مصادر المغنيسيوم
كما سبق وذكرنا، يعد المغنيسيوم معدنًا أساسيًا للجسم وله دور حيوي في العديد من الوظائف الحيوية. ولحسن الحظ، يمكن الحصول على المغنيسيوم من مصادر غذائية متنوعة وطبيعية. وتشمل المصادر الغنية بالمغنيسيوم الخضروات الورقية الداكنة مثل السبانخ واللفت، والبذور والمكسرات مثل بذور الكتان واللوز والكاجو، والحبوب الكاملة مثل القمح الكامل والأرز البني، والبقوليات مثل الحمص والعدس.
كما توجد كميات جيدة من المغنيسيوم في بعض الفواكه مثل الموز والأفوكادو، وفي منتجات الألبان قليلة الدسم. ومن الجدير بالذكر أن امتصاص الجسم للمغنيسيوم من الأطعمة النباتية قد يكون أقل مقارنة بالمصادر الحيوانية، لذلك ينصح بتنوع المصادر الغذائية لضمان الحصول على الكمية الكافية.
المغنيسيوم وإدارة الوزن
واكدت نبهان ان المغنيسيوم يلعب دورا هاما في إدارة الوزن، كونه ينظم مستويات السكر في الدم ويحسّن حساسية الأنسولين، مما يساعد على منع تراكم الدهون. بالإضافة إلى ذلك، يرتبط المغنيسيوم بزيادة الشعور بالشبع وتقليل الرغبة الشديدة في تناول الطعام، مما قد يساهم في تقليل كمية الطعام المتناولة.
أخيراً، إنّ فهم أهمية المغنيسيوم وتأثيره على الصحة العامة يعتبر خطوة أساسية نحو اتباع نمط حياة صحي ومتوازن. فمن خلال تناول الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم والإلمام بأعراض نقص هذا المعدن، يمكن للأفراد اتخاذ الخطوات اللازمة للحفاظ على مستويات المغنيسيوم المثلى في الجسم، وبالتالي تعزيز الصحة العامة والوقاية من الأمراض المرتبطة بنقصه.