حيّرت التحذيرات الأمنية لسفرات مجلس التعاون الخليجي إلى رعاياها في بيروت لمغادرة لبنان وأخذ الحيطة والحذر في مناطق الإشتباكات لا سيّما أنها جاءت بعد الهدوء الملحوظ الذي شهده مخيم عين الحلوة بعد الصولات والجولات على مدى أيام من الإشتباكات العنيفة.

وتوقّفت مصادر أمنية أمام هذه البيانات الصادرة عن وزارات الخارجية في تلك الدول مستغربة أنها صدرت بعد إعلان التهدئة في المخيم، حيث تؤكّد المصادر ووفق معطيات استخباراتية دقيقة أن الأجواء لا توحي بوجود مؤشرات عن انفجار أمني محتمل.

لكن ماذا عن موضوع المخيمات وما حصل من تفجير مفاجئ؟ تؤكد المصادر أنه لا يمكن الجزم أبداً أن الأمر كان مدبراً في عين الحلوة، حتى أنه لا توجد معلومات مؤكدة عن دخول إرهابيين إليه لا سيّما أن الجيش يحيط بكافة مداخله، لكنها لا يمكنها الجزم نهائياً من تسرب بعض العناصر إلى داخله إلا أنها تلفت أن في المخيم من الجماعات المتشددة ما يغني عن استقدام أحد من خارجه.

وتلفت إلى أن الوضع اليوم يرقى إلى مستوى الجيد في المخيم، وتلمّح إلى عدم تحمّل الأفرقاء في المخيم مسؤولية تفجير الأوضاع من جديد بسبب حجم الدمار والخسائر التي طالت مدينة صيدا حتى، فالمخيم ومحيطه لا يحملان المزيد من تدهور الأمور.

وماذا عن دخول إرهابيين جدد الى لبنان عبر سوريا؟ تنفي المصادر هذا الأمر ولكنها بالطبع لا تجزمه لأن المعابر غير الشرعية تتيح انتقالهم ولكن المعطيات الأمنية التي تملكها أجهزة المخابرات لا تؤكد هذا الأمر.

ولكن هل يمكن أن يكون لبيانات الدول الخليجية علاقة باحتمال توسع الإنفجارات في المخيمات؟ تستغرب المصادر هذه البيانات التي لم تكن مبنيّة على مبررات حتى لتوجيه مثل هذا التحذير، وتلفت إلى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب السابق وليد جنبلاط استغرباها أيضاً وهما من يطله على كافة المعلومات التي ترد إلى أجهزة المخابرات.

لذلك لا تستبعد المصادر أن يكون الأمر مبينياً على وضع سياسي معين لا علاقة للأمن فيه وبالتالي لا يمكن.

وهل يكون على علاقة بمغامرة اسرائيلية في لبنان؟ تذهب المصادر إلى استبعاد هذا الأمر لا سيّما أن أي مغامرة اسرائيلية ستكون تكلفتها عالية على الطرفين ولا سيّما على اسرائيل التي بدأت عملية استخراج النفط من منصاتها وبالتالي لن تعرّضها اليوم للخطر.

وتخلص المصادر إلى أن الأمن جيد جداً حتى أن الحركة السياحية لم تتأثّر كما حاولوا ترويجه والأمن ممسوك من كافة الأجهزة وإذا حصل أي شيئ في المخيمات فسيبقى محصوراً فيها رغم أن المعطيات تؤكد أن هذا الأمر مستبعد إلى حد كبير.

المصدر: ليبانون ديبايت

Exit mobile version