لا زال الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر يأخذ الحيّز الكبير من متابعة المعنيين بالشأن السياسي لاستشراف مستقبل الإستحقاق الرئاسي قبل وصول الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت في أيلول المقبل، فهل يفضي الحوار الثنائي بين الحزبين إلى نتائج إيجابية يمكن البناء عليها؟
يشكّك الكاتب والمحلل السياسي جورج شاهين أن “يسير حزب الله مع ما يطرحه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بما يخص اللامركزية الإدارية الموسعة، رغم أنه من المنطق أن يقبل به على أساس أن الحزب سبق الجميع إلى تطبيق اللامركزية الإدارية عبر مؤسساته كافة، لكن هل يقبل أن تعمّم تجربته على مستوى البلد هنا المشكلة؟.لذلك يرى ما يطرحه باسيل “ليس منطقياً”، ولكن هناك إحتمال أن “يكون هناك اتفاق حول موافقة مبدئية حتى إنقضاء حوالي الشهرين لحين إبلاغ محيطه بهذا الجو”، مؤكداً أن “الرئيس بري لا يقبل السير بهذا الموضوع”.ويذكّر بأنّ “الفضل بهذا المشروع ليس لباسيل ومن قام به الرئيس ميشال سليمان، وتشكّلت حينها لجنة في قصر بعبدا عملت لعامين وتم رفعه إلى مجلس النواب وحصل 64 جلسة من عام 2017 وهناك قانون في مجلس النواب وعُرض في 64 جلسة من عام 2017 للنقاش وهناك لجنة فرعية تنسّق وتعيد نص بعض المواد فما هو الطرح الذي فاجأنا به باسيل؟” وبدون أي نقاش، يعتبر شاهين أن “الافق الرئاسي مسدود، فمن لديه الجرأة القول أن لديه مؤشر إيجابي”.حتى أنه “يشكّك أيضاً حول إمكانية المبعوث الفرنسي أن يحمل مؤشراً إيجابياً إذا إستمر الوضع هكذا، ويشير إلى الجديد الذي حملته رياح المنطقة بعد أن تعثرت التفاهمات سعودياً- إيرانياً وسورياً – سعودياً إضافة إلى التوتر الأميركي بالخليج وما يحصل على الحدود السورية – العراقية، فهناك خبيصة كبيرة بالمنطقة”.ويؤكد أن “إتفاق بكين تعثر قبل أن يصل إلى لبنان، مع العلم أن لبنان في الأساس خارج اللعبة إن على المستوى الايراني أو السعودي، لأن جهدهم كان منصباً على اليمن ولكن لم يتمكنوا من فعل شيء”.ويكشف أنه “من خلال اتصالاته ولقاءاته مع مسؤولين في التيار الوطني الحر أو حركة أمل فإن أي منهم ليس متأملاً بشيء من حوار لودريان”.وإذْ يلفت إلى “التعثّر السعودي- الإيراني يشير إلى الجهد القطري مع الإيراني بما يخص لبنان لكن هذا أيضا لم تتكشف بوادره بعد”. ويشدّد على أن “الضبابية الإقليمية والدولية تنعكس علينا، وليس على أحد أن يوحي أن القرار يأخذ بمعزل عن ما يجري في المنطقة”.أما بما يتعلّق بترشيح أزعور، يؤكد أن “ترشيحه جدي كما كان ترشيح معوض أما من يناور فهو الفريق الآخر، فهم من يناور اليوم بفرنجية”.هل إنتهت حظوظ أزعور؟ يقول شاهين: “الحظوظ شيء والاستمرار بالترشح شيء آخر، ولكن إذا دعا الرئيس بري غدا إلى جلسة فالذين تقاطعوا على أزعور ليس لديهم سوى أزعور لا بل سيزيد الرقم الذي حصل عليه المرة الماضية، فكل من انتخبه سابقاً سيعيد انتخابه ولكنه يشكك بخيار التيار لا سيّما إذا تم التفاهم بينه وبين حزب الله”.
المصدر: ليبانون ديبايت