لا يكفي ما يعيشه لبنان من حالة تحلّل على كافة المستويات حتى تأتي الأحداث الأمنية لتزيد من “الطين بلة”، حيث أعطت حادثة الكحالة إشارة واضحة إلى أنّ اللعب بالشارع سرعان ما سيخرج عن السيطرة، وما حدث البارحة يُنذر بالأسوأ.
يرى رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة العميد الركن هشام جابر، في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، أنّ “حادثة الكحالة كانت وليدة الساعة، فطريق الكحالة تعبرها آلاف الشاحنات يوميًا وعادة ما نشهد حوادث إنقلاب شاحنات عليها، لكن الغريب في الأمر التجمهر الكبير الذي حصل والظهور المسلّح المفاجئ”.
ويعتبر أنّ “حادثة الكحالة هي محاولة فتنة غير مُحضّرة سابقًا، إلّا أنّ ما ظهر بالأمس أكد وجود مسلّحين بشكل دائم في كل المناطق اللبنانية، ولكن الأمر لم يكن يستدعي كل هذا الهجوم والإستفزازات التي حصلت خاصةّ أنّ كل الشعب اللبناني كان يعيش على أعصابه خوفًا من أن تتطور الحادثة إلى ما لا يحمد عقباه”، مذكرًا بـ “الأحداث التاريخية التي شهدتها سابقًا منطقة الكحالة”.
ويُلفت جابر، على أنّ “طريق الكحالة هي طريق دولية وليست خاصة والشاحنة التي إنقلبت لم تدخل إلى أماكن وأحياء معينة، لذا لم يكن هناك لزوم لكل الإعتراضات التي حصلت”، مشدّدًا على أنّه “من المفترض أن يتم التحقيق حول الجهة التي كانت وراء تحريض شباب الكحالة والظهور المسلّح الذي أدى إلى سقوط قتيلين أبرياء من أي جهة كانت”.
ووفقًا لرأي جابر، فإنّ “الجيش كان واضحًا في بيانه عن حادثة الكحالة، وسلاح حزب الله في شمال الليطاني وفق القرار1701 لا يزال موجودًا وهم يتجولون به، والدولة اللبنانية لم تتخلَ عن شرعية المقاومة، والذي يعترض وجود السلاح هو يساهم في خلق فتنة”.
وحول الهجوم الذي تعرّض له الجيش جرّاء حادثة الكحالة؟ يلفت إلى أنّ “البعض إستغل هذه الحادثة لشن هجوم على الجيش وهذا أمر طبيعي، والمطلوب من الجيش أن يتابع التحقيق في هذه القضية لكشف ملابساتها”.
ويختم العميد جابر حديثه، مؤكدّا أنّ “حادثة الكحالة إنتهت، لكن في الوقت نفسه ينبّه من إمكانية تكرّار هذه الحادثة في أماكن أخرى”.