رأى الخبير الإقتصادي أنطوان فرح, أن “استقرار الدولار المستمر رغم توقف منصة “صيرفة” عن ضخّ الدولارات, يعود إلى أمرين أساسيين في هذه المرحلة, الأول يتمثل بضخّ كميات كبيرة من الدولارات في السوق, في الأشهر السابقة أي قبل نهاية ولاية حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة, وبالتالي تم امتصاص السيولة بالليرة اللبنانية, حيث تقلّصت الكتلة النقدية بالليرة, وأصبحت أداة مالية غير متوفرة للمضاربة وشراء الدولار. أما الأمر الثاني, يعود إلى إزدهار الموسم السياحي في لبنان لهذا العام, مما أدى إلى إزدياد فيكمية الدولارات بالسوق”.
ولفت إلى أن “المخاوف من معاودة إرتفاع الدولار ابتداءً من شهر أيلول المقبل أمر مبرّر, لأن اليوم مصرف لبنان بإدارته الجديدة على مواجهة مع الدولة اللبنانية بموضوع الإنفاق, والتشريع, والواضح أنه لن يكون هناك أي إتفاق, وبالتالي قضية إرتفاع سعر الدولار, ستكون مرتبطة بمدى قدرة الدولة على تأمين الإنفاق من دون العمل على طباعة العملة اللبنانية”.
وشدّد على أنه “حتى الآن, لا مؤشرات توحي بأن الدولة ذاهبة باتجاه تحسين إيراداتها, ولأن مصرف لبنان قرر عدم إعطائها لأي دولار من الإحتياطي الإلزامي المتبقي, مما يعني أن الدولة سوف تتجه مجدداً إلى طباعة العملة لتأمين الإنفاق, وبالتالي ستعود الكتلة النقدية إلى الإرتفاع, الأمرالذي سيؤدي إلى ضغط على الليرة وإرتفاع سعر الدولار, الذي قد يتزامن مع إنتهاء الموسم السياحي وتراجع كميات الدولارت التي تضخ في السوق”.
واعتبر فرح, أنه “إذا بقي الوضع كما هو, من البديهي أن يتحرّك سعر صرف الدولار صعوداً”, لافتاً إلى أن “نسبة إرتفاعه مرتبطة بموضوع الإنفاق الحكومي, وبنسبة شح الدولارات من السوق وكل هذه الأمور لا تزال غامضة, إلّا أن هناك تقديرات تشير إلى أن إرتفاع الذي قد يشهده سعر الدولار سيكون طفيفًا في الفترة الأولى, وإذا استمر الوضع على ما هو عليه سيعاود الإرتفاع بنسبة أكبر”.