ليست المرة الأولى التي يغرق فيها لبنان بالعتمة بعد توقف معامل إنتاج الطاقة ولن تكون الأخيرة، لكن العتمة اليوم تختلف عن عتمة السنوات الماضية، بعدما استغنى اللبنانيون عن الكهرباء “الرسمية” منذ مدة طويلة، ولم تعد عمليات التهديد بتوقف معملي دير عمار والزهراني عن العمل، تلقى الصدى الذي كانت تلقاه في السابق، وخصوصاً لجهة “الهلع” والمسارعة إلى تقديم الدولارات إلى الشركة المشغّلة والتي سرعان ما تراجعت عن تهديدها بعدما حصلت على وعدٍ رسمي بتقسيط مستحقاتها.
قد يكون تهديد الشركة بقطع الكهرباء عن اللبنانيين في الوقت الذي يشهد فيه لبنان موجة حرٍ غير مسبوقة، قد مرّ مرور الكرام على المواطنين الذين كان قد عمد البعض منهم إلى نزع عدادات الكهرباء التابعة لمؤسسة كهرباء واستغنوا عن “كهرباء الدولة” بعد رفع التعرفة أخيراً.
فقد أثقل ملف الكهرباء، الخزينة العامة أولاً والمواطن ثانياً، وكان الحل، كما يوضح الباحث في “الدولية للمعلومات” محمد شمس الدين، في البدائل التي أوجدها اللبنانيون على امتداد الأعوام الأخيرة نتيجة معاناتهم مع أزمة انقطاع الكهرباء والتقنين القاسي من قبل مؤسسة كهرباء لبنان. إلاّ أن الباحث شمس الدين يقول لـ”ليبانون ديبايت” أن المواطن لم يتمكن من إيجاد بديل بالنسبة للإنترنت الذي تؤمنه الدولة .
ويشير شمس الدين، إلى شبكةٍ بديلة قد توسعت، وهي شبكة المولدات الخاصة بعدما وصل الحد الأقصى لما يحصلون عليه هو 3 ساعات يومياً من التيار الكهربائي من مؤسسة كهرباء لبنان، وذلك على الرغم من كل الخطط والإتفاقيات، ما أدى إلى بقاء هذا الملف شائكاً ومعقداً ومن دون أي أفق.
ويؤكد شمس الدين، أن اللبناني لم يعد يعتمد على التيار الكهربائي من مؤسسة كهرباء لبنان لأنه يملك البدائل لتأمين الطاقة كما المياه وذلك من اشتراك في المولدات الخاصة والبطاريات والطاقة الشمسية، ولكن المشكلة التي تكاد تكون الوحيدة هي الإنترنت الذي لم ينجح اللبنانيون الى اليوم في تامين البدائل عن المؤسسة الرسمية، لأن انقطاع الكهرباء عن “أوجيرو” يؤدي إلى انقطاع كل خطوط الإنترنت وحتى من الشركات الخاصة التي تؤمن الإنترنت من المصدر الوحيد وهو “أوجيرو” وليس من أية مصادر أخرى، إذ لم تبادر أي جهة باعتماد خطوط إنترنت دولية وتامين الإنترنت للمواطنين.
المصدر: ليبانون ديبايت