أكّد الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير, أن “لبنان يعيش حالة من المراوحة واللاستقرار بين مؤشرات إيجابية محدودة ومخاوف كثيرة من تدهور الأوضاع الأمنية والمالية والإقتصادية في ظل الفشل في انتخاب رئيس جديد للجمهورية والخوف من عدم نجاح المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان في التوصل إلى حلول للأزمة الرئاسية بسبب اعتراض قوى المعارضة على أسلوب مقاربته للأزمة الرئاسية والحلول المطروحة لها”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, اعتبر أن “الحوار القائم بين حزب الله والتيار الوطني الحر هو الحدث الإيجابي الوحيد على الصعيد السياسي في ظل معلومات مؤكدة أن الحوار يتقدّم وهناك بحث معمّق حول اللامركزية الإدارية وعلى أن يتم لاحقا بحث في الاسماء المرشحة لرئاسة الجمهورية وعودة حظوظ رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للتقدم”.وأضاف, “بشأن مهمّة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان فقد عادت إلى الواجهة عبر الرسائل التي أرسلها عن طريق السفارة الفرنسية في بيروت الى الكتل النيابية والنواب وتتضمن اسئلة حول صفات الرئيس والمشروع الاصلاحي، لكن هذه الرسائل لم تلق ارتياحا في الاوساط اللبنانية وردت عليها قوى المعارضة بمواقف تصعيدية مما قد يؤدي الى عرقلة مهمة لودريان، وإن كان انتظار عودته هو الخيار الافضل إلا اذا وصل الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر الى نتائج عملية قبل عودته”.ورأى أن “وصول الباخرة المخصصة للبدء بالحفر لمعرفة الكميات الموجودة من الغاز والنفط في البلوك تسعة فهو الخبر الإيجابي الاساسي، كما أن انطلاق عمل نواب حاكم مصرف لبنان في مهامه في ظل استمرار استقرار الوضع النقدي والمالي يشكّل مؤشرا إيجابيا وان كان ذلك غير مضمون بانتظار انتهاء فصل الصيف وعودة المغتربين”.واعتبر أن “الأحداث الأمنية الأخيرة, من عين الحلوة, إلى عين إبل, وصولاً إلى عين الكحالة, إضافة إلى الأحداث الامنية المتفرقة التي تشهدها مختلف المناطق اللبنانية تركد هشاشة الوضع الأمني وزيادة المخاوف من المزيد من تدهور الأوضاع، كما تخوّف قصير من “عودة تحرك المجموعات الإرهابية أيضا”.وخلُص قصير, بالقول: “لبنان لا يزال يعيش حالة المراوحة بين الاستقرار النسبي واللاستقرار، واذا لم تحصل تسويات حقيقية وشاملة فإن كل الاحتمالات واردة وخصوصا في ظل تزايد المخاوف الامنية وانفجار الوضع العام”.
المصدر: ليبانون ديبايت