الحراك الشعبي المطلبي في محافظة السويداء في الجنوب السوري مستمر، وسيستمر مادام الوضع المعيشي الخانق على حاله، وسط صمتٍ رسميٍ مريبٍ على جرائم قتل الشعب السوري، على يد مجموعاتٍ من الفاسدين، المتمثلين بمحتكري السلع الغذائية والمحروقات، وتجار العملات المحظيين، والمرتشين الموجودين في بعض مواقع القرار لدى السلطة، وسواهم”، على حد تعبير مصادر مراقبة ومتابعة “لحركة الاحتجاجات” في السويداء.
في المقابل يؤكد مرجع سياسي احتواء السلطات السورية “للحركة” المذكورة، لافتًا إلى أن القيادة في دمشق أعطت أوامرها للمعنيين بعدم التعرض لأيٍ من “المحتجين” في السويداء وسواها، وبالتالي تفويت الفرصة على من سعى ويسعى إلى إراقة المزيد من دم الشعب السوري الواحد، ومحاولة زجه في فتنٍ طائفية ومذهبيةٍ، ثم دعوة أبناء السويداء إلى المطالبة “بحكمٍ ذاتيٍ”، في محاولاتٍ مستمرةٍ “لتوسيع رقعة الشرخ” بين السوريين، على حد تعبير المرجع.
ويكشف أن لديه معطياتٍ ملموسةٍ ومعلوماتٍ موثوقةٍ، تثبت تورط “قاعدة التنف الأميركية” الواقعة على المثلث الحدودي السوري- العراقي- الأردني، بتمويل بعض أبناء جبل العرب وتحريضهم لدفعهم على إثارة الشغب وقطع الطرق، بإشرافٍ مباشرٍ و”إدارة عملياتٍ” من داخل القاعدة المذكورة، وذلك بالتنسيق مع “زعيمٍ سياسيٍ” في جبل لبنان، ومرجعيةٍ روحيةٍ في فلسطين المحتلة، ودائمًا بحسب معلومات المرجع.
ويوضح بعض التفاصيل المتعلقة بالوضع في السويداء، مقرًا بالدرجة الأولى بحقيقة الوضع المعيشي الصعب في سورية بأسرها، نتيجة الحصار الأميركي الغربي المفروض على الشعب السوري، و بإسهامٍ كبيرٍ من الفاسدين على حد تعبيره.
غير أن المرجع يلفت في الوقت عينه إلى أن الحكومة السورية تحاول ضمن الإمكانات المتاحة لديها، تخفيف الأعباء المرهقة عن كاهل الشعب السوري، وذلك من خلال رفع الأجور والرواتب وتقديم المساعدات الاجتماعية، وإقرار بعض الإعفاءات من الضرائب والرسوم.
ورغم إقرار المرجع بهذا الوضع الصعب، غير أنه يجزم بتورط زعيم ونائب لبناني سابق، والمرجع الروحي الشيخ موفق طريف؛ المقيم في الأراضي المحتلة، بتأليب أبناء جبل العرب على دولتهم، ودعوتهم إلى الانفصال عن مجتمعهم، ودائمًا بحسب معطيات المرجع عينه.
ويكشف أن أحد أبرز أهداف إثارة الشغب في السويداء، كان عقد آمال بعض المحرضين على افتعال هذه “الاحتجاجات” على انتقالها إلى درعا، بالتالي توسيع رقعة العصيان والتمرد في الجنوب السوري، ولكن خابت آمالهم، على حد تعبير المرجع.
وعن أسباب انحسار التحركات المذكورة في السويداء وعدم تمددها إلى المناطق المجاورة، تلفت مصادر سياسية متابعة ومراقبة إلى أن عدم توسع رقعة هذه “الاحتجاجات”، يؤشر إلى أن الجهود الخارجية، تحديدًا الأميركية، منصبة في شكلٍ كبيرٍ على دعم جهة واحدة في الجنوب السوري.
كذلك تعتبر المصادر أن السلطات لن تسمح بتعريض أمن العاصمة دمشق للخطر، من خلال عودة التمرد المسلح إلى درعا، مهما بلغت الأثمان، تختم المصادر.
وتعقيبًا على ما ورد آنفًا، تحديدًا لجهة اتهام الزعيم اللبناني والمرجع الروحي بتحريض أهالي السويداء على دولتهم، وتمويل “الاحتجاجات” فيها، تكتفي مصادر معارضة بالقول: “العاجز ليس لديه ما يقدمه، إلا تخوين الناس كعادته”. وردًا على ذلك، تسأل مصادر سياسية “لو لم تكن الدعوات إلى الانفصال والتمرد المذكور آنفًا مثبتة وجدية، لما كان شيخ عقل طائفة الموحدين في السويداء الذي استشعر بالخطر، اندفع ليؤكد أن “العلم السوري هو العلم الوحيد الذي نعترف به”، تختم المصادر.
حسان الحسن – الثبات