بعد 28 عامًا… خطوة هامة للبطريرك الراعي
تكتسب الزيارة التي يقوم بها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى الشوف يوم الجمعة المقبل أهمية خاصة، فهي تستذكر مصالحة الجبل التي قادها البطريرك الراحل مار نصر الله بطرس صفير وتأتي في ظروف حرجة ترتفع معها نبرة المطالبين بالتقسيم والفدرلة، وتدق بحدّتها طبول حرب حاول البطاركة طيّ صفحتها إلى الأبد. فماذا تحمل هذه الزيارة في هذه الظروف؟
يرى مطران أبرشية صيدا المارونية مارون العمّار، في حديث إلى “ليبانون ديبايت” أنّ “الرسالة الأساسية من هذه الزيارة أولًا هي تأكيد على رسالة المصالحة التي حصلت مع البطريرك المثلث الرحمات مار نصر الله بطرس صفيرمنذ 28 سنة، والهدف اليوم هو الإضاءة على ثمار هذه المصالحة وكم كانت مهمة على صعيد الشوف وكم أعطت ثمار على الأرض، فهذا هو العنوان الأساسي للزيارة اليوم.
كما يركز على أنه “اليوم هناك أمور إيجابية من خلال علاقة البطريرك مع شيخ العقل سامي أبي المنى الإييجابية والتي هي بحد ذاتها رسالة لكل أبناءنا في المنطقة أن العلاقات فيما بيننا يجب أن تكون على هذا المنوال، علاقة تفاهم وتسامح وتعاون وعيش بامان وسلام، هذه تعاليم البطريرك ومشيخة العقل التي تعلمناها ويجب أن نسير عليها هذه شهادة لكل أبناءنا أننا الطريقة الفضلى للعيش مع بعضنا”.
ويؤكد أن “كافة السياسيين يعملون بهذه التعاليم في المنطقة ويوجّهون الأبناء على هذا الطريق”.
ويكشف أنهم “إختاروا توقيت الزيارة في هذه الظروف من أجل القول لأبنائنا أن هناك أمور أخرى إيجابية، وأمور اخرى يجب أن نحافظ عليها وأمورتشجعنا للبقاء في لبنان وفي جبلنا ومع بعضنا البعض”.
وكان المطران عمار يرافقه كل من النائب الأسقفي الخاص مدير المركز الكاثوليكي للإعلام المونسنيور عبدو أبو كسم والنائب العام الأسقفي الخوراسقف مارون كيوان، زاروا رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط، في كليمنصو، بحضور أعضاء كتلة اللقاء الديمقراطي النواب مروان حمادة، وائل أبو فاعور وبلال عبدالله، النائب السابق نعمة طعمة، ومستشار النائب جنبلاط حسام حرب، والقيادي في الحزب وليد صفير.
وجرى البحث في الأوضاع العامة كما في تفاصيل زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى الجبل في الثامن من الجاري، حيث أكد جنبلاط ترحيبه بالزيارة وأهميتها لما تمثله من تجديد التأكيد على المصالحة والتمسك بالتلاقي والحوار.
أما عن الزيارة فتبدأ الزيارة في التاسعة صباحًا، حيث يصل البطريرك الراعي المحطة الأولى أي دارة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى في شانية.
ويتوجه بعدها مع الشيخ أبي المنى إلى دار المطرانية في بيت الدين حيث سيكون في استقبالهما عدد من رؤساء البلديات والمخاتير والكهنة والأهالي.
ويتوجه في الثانية عشرة إلا ربع الى بعقلين – المكتبة الوطنية لإلقاء محاضرة بدعوة من لقاء الشوف الجامع بعنوان: ثمار المصالحة… وآفاق المستقبل” يشاركه فيها الشيخ ابن المنى.
ويلي اللقاء في الواحدة من بعد الظهر غداء في المختارة على شرفه.
ويرأس الراعي في السادسة مساء قداس إحتفالي في دارة المطرانية في بيت الدين.
ويختتم البطريرك الجولة في الشوف بتلبية دعوة العشاء الذي يقيمه النائب السابق نعمة طعمة على شرفه، في التاسعة مساء، في قصر المير أمين.