كتبت رينه أبي نادر في موقع mtv: إعتاد اللّبنانيّون على “البهدلة” مع بداية موسم الشّتاء خلال كلّ عام، فيتكرّر مشهد طوفان الطّرقات وغرق السيّارات، مع ما يحمله من تقاذف للمسؤوليّات بين الأجهزة المعنيّة. ومع الاقتراب من موسم الأمطار، يخشى المواطنون أن يكونوا ضحيّة “غضب الطّبيعة” و”تقصير الدّولة” في آنٍ. فكيف تستعدّ وزارة الأشغال لموسم الأمطار؟ وماذا عن البلديّات؟
يؤكّد المدير العام للطّرقات والمباني في وزارة الأشغال طانيوس بولس أنّ الوزارة تتحضّر للموسم، وتعمل على تنظيف الأقنية على الأوتوسترادات الدوليّة والأساسيّة.
ويقول في حديث لموقع mtv: “طلبنا من البلديّات “تعزيل” مجاري المياه كلّ ضمن نطاقه، وأصدر وزير الدّاخليّة تعميماً في هذ الإطار”.
ويعتبر بولس “ألا شيء ينفع إذا لم تُرفع النّفايات عن الطّرقات، فهي قد تسبّب كارثة، وهذه المعزوفة تتكرّر كلّ عام”، مناشداً المواطنين عدم رمي النّفايات على الطّرقات، موضحاً أنّ “المياه تجرفها ما يتسبّب بانسداد المجاري”.
ويُشير إلى “صعوبة في العمل نتيجة الوضع الاقتصاديّ، فالإدارة مرتبطة ببعضها، ولو كان الوضع مقبولاً لم نكن لنعاني أبداً”.
ماذا عن البلديّات؟ وكيف تستعدّ لموسم الأمطار؟ يلفت رئيس بلديّة زوق مصبح عبدو الحاج إلى بدء التّحضيرات للموسم وإلى بدء تنظيف الأقنية والمجاري.
هل يتكرّر “طوفان” الطّريق؟ يشير، في هذا السّياق، في حديث لموقع mtv، إلى أنّه “من الوارد أن يتكرّر المشهد، وهذا ما يُمكن أن يحصل في أي مكان، فقد شهدنا فيضانات في بلدان عدّة نتيجة التّغيّر المناخيّ”.
ويتّهم الحاج وزارة الأشغال بالتّقصير في هذا المجال، ويلفت إلى أنّ “البلديّة تقوم بالعمل بدلاً من الوزارة، هي الأخيرة التي من المفترض أن تهتم بتنظيف الأتوسترادات والطّرقات الرئيسة”.
ويقول الحاج: “بلديّتنا تقوم بأعمال “الكنس” على الأوتوستراد بكامله، رغم أنّ من المفترض بالوزارات المعنيّة الاهتمام بهذا الأمر، ورغم أنّ التنظيف من اختصاص وصلاحيّات الوزارة”، مضيفاً: “لا ننسّق مع الوزارة لأنّها رمت المسؤوليّة علينا وهناك تقصير من قبلها فهي من يعترف أنها لا تمتلك الإمكانيّات”.
إذاً، يبدو أنّ تقاذف المسؤوليّات لا يزال مستمرّاً، ونأمل، قبيل موسم الشّتاء أن تتحرّك الأجهزة المعنيّة، ضمن صلاحيّاتها، لتفادي كارثة الطّرقات، وكي لا يدفع المواطن الثّمن، فيكون، كما العادة، ضحيّة التّقصير.