باسيل: هذا نظامنا و”ما حدا مجبور”
لفت رئيس “التيار الوطني الحر”، النائب جبران باسيل إلى أنه “نلتقي اليوم تحت عنوان “تجديد الثقة”، وهذا معنى التزكية للمرّة الثالثة، لأن التيّار الذي عنده حريّة الخيار، حدّد خياره، وخياره هو ثقة بمساري وبخياراتي التياريّة والوطنية ودعوة لي لمواصلة نفس المسار”.
وأضاف، خلال حفل انطلاق الولاية الجديدة لرئاسة التيار الوطني الحر، “أنا أجدّد اليوم التزامي نفسه أمامكم دون أي تراجع أو تنازل أو تعب، وإذا هناك أحد لديه رأي مختلف، فهذا حقه بالاختلاف او الاعتراض المقدّس، ولكن ضمن “بيت” التيّار وآليّاته، لا بالصالونات ولا بالاعلام، وعندما يصدر القرار يجب على الجميع أن يلتزم به، والذي لا يلتزم يكون قد وضع نفسه خارج النظام وتحت المساءلة والمحاسبة وصولاً إلى أن يضع نفسه خارج التيّار”.
وتابع، “هذا حال الأحزاب وهذه كلفة الانتساب لها، و”ما حدا مجبور”، التيار نعطيه ولا نأخد منه فقط. وانا على رأس مين يلتزم بنظام تيّارنا وانا يجب أن أكون “المثل”، حتى لو أن أموراً كثيرة لا تعجبني”.
وأردف، “التيّار غني بالمناضلين، وتأكّدوا انّه لا يأخذ مكانهم أصحاب المصالح والنفعيين. لكن التيّار يجب أن يتحوّل من مجموعات وأفراد مناضلين الى مؤسّسة مناضلة بكلّ اجيالها. القدامى أساس، لكنهم لا يستطيعون أن يمنعوا دخول وتقدّم الجدد، والاّ التيّار لن يتجدّد بشبابه، وسيتحوّل لمؤسسة هرمة نتيجة الانانيات والانغلاق على الذات. النضال لا يقاس بالعمر، “لحتّى ينقال لحدا: انت مين؟ وين كنت لمّا كنا؟”، النضال يقاس باستمراريته وصدقه، ليس مهماً متى يبدأ المناضل، المهم “لأيمتى بيهدّي”، فلا يخبرنا أحد بالماضي، أخبرونا بالمستقبل لأن النضال من اجل التيار ولبنان لا ينتهي”.
وأشار إلى أن “التيّار يجب أن يكون ثابتاً على مبادئه التي هي الركيزة التي يقف عليها، ولكن عنده حركيته وديناميّته، وملعبه واسع يتحرّك فيه بمرونة، ليس مربوطاً بعقد وموروثات معلّبة. ولا أحد يقيّد لنا حرية مواقفنا”.
وقال: “مثلما انتقلنا من تحرير السيادة لتثبيت الشراكة، شراكة التوازن بين المكوّنات، علينا أن ننتقل لشراكة البناء، وليس المحاصصة، هكذا رفضنا من سنة كل الاغراءات بموضوع رئاسة الجمهورية. ويجب أن نواجه افشال الاصلاح بفرض الاصلاح وبمواجهة شرسة للفساد، كما تصرفنا بموضوع رياض سلامة والتدقيق الجنائي، المسلسل النضالي للاصلاح لا يتوقف، والتيّار يحقّق اهم انجاز بالجمهورية اللبنانية: المحاسبة ونهاية زمن اللاعقاب، وصولاً للعقاب الفعلي. المحاسبة ليست عملاً ثأرياً بالسياسة، هي نضافة بالسياسة، وبناء وليس تهديم”.
وأكد أن “التيّار الفاعل هو ان يبقى تيّار، اكبر من حزب، وبحركة متطوّرة باتجاه مؤسّسة نضالية. هو عائلتنا الوطنية، والحياة السياسية لا تنتظم من دون احزاب. تجربة 17 تشرين وشيطنة الاحزاب كانت مؤامرة لتخريب العقول وضرب الحياة السياسية الحزبية، واستبدالها بمجتمع سمّوه مدني، معظمه كان مستسلم، عن معرفة او غير معرفة، لإرادة الخارج ولتمويله المشبوه. تخطّينا هذه المرحلة، لكن يجب أن نفهم الرسالة التي وجهوها لنا الناس الطيّبين الصادقين الذين انتفضوا بـ 17 تشرين وعبّروا عن مواقفهم بانتخابات 2022، ويجب أن نتصرّف بوحي هذه الرسالة، وأن نعدّل بعملنا ونكثف تواصلنا مع الناس ونتعلّم الدخول لعقول وقلوب الشباب”.
واعتبر أن “الكيان الفريد هو التمّسك بلبنان الكبير ، لبنان الـ 10452 كلم²، حتى لو كنا بحاجة لاعادة بنائه ولتجديد الفكرة اللبنانية وصوغها حول انتمائنا أي “اللبنانية”- Lebanity. لا نقدر أن نعيش بكيان نهائي، وبوطن دائم اذا لم نؤكّد هويّتنا وانتمائنا لرابط وطني يجمعنا، وهو فوق الطوائف، وفوق الفينيقية والعروبة والمشرقية والمتوسطية”.
ورأى أنه “لا نقدر أن نحافظ على وطننا اذا هاجر كل شعبنا وتم استبدالنا بشعوب اخرى ولو كانت جارة وشقيقة، ولهذا موضوع النزوح واللجوء سمّيناه خطر كياني واجبنا أن نواجهه بقساوة وبرفض حاسم “شو ما كانت الكلفة”.