قنابل مائية تهدد 6 دول عربية.. من هي وما الذي سيحصل؟

أثارت كارثة الفيضانات التي ضربت درنة الليبية وتسببت في انهيار سدي المدينة، مخاوف من سيناريوهات مشابهة في دول أخرى، خصوصاً أن سبب الكارثة الأكبر كان التدفق الهائل للمياه الذي جرف جزءاً من درنة نحو البحر وأدى إلى آلاف الضحايا والمفقودين.

وتعتبر السدود من أهم مشاريع الإنشاءات القومية التي يتم بناؤها على الجداول المائية ومصبات الأنهار، حتى تحافظ على مخزون مياه هائل يقي البلاد مخاطر الجفاف ويساعد في ري الأراضي الزراعية.

وتستخدم السدود لأغراض صناعية، كما أنها تستثمر بالدرجة الأساس لتوليد الكهرباء والتي تعرف بالطاقة الكهرومائية، كما أن السدود تعمل على الحد من تصريف المياه التي تنتج من الفيضانات بسبب ذوبان الثلوج أو م نالعواصف.

وفي ما يلي سطور تكشف مخاطر السدود في الدول العربية وتأثيراتها على السكان:

أبرز سدود الدول العربية
تمتاز المنطقة العربية بوفرة الأنهار فيها، ما جعلها منطقة تعج بعشرات السدود، منها الكبيرة والصغيرة، وتتوزع على طول خارطة الوطن العربي.

السد العالي – مصر

يقع السد العالي في مدينة أسوان على نهر النيل، ودخل العمل سنة 1971، حيث يعد من أكبر سدود العالم، إذ يصل ارتفاعه إلى 111 مترا، ويبلغ طوله نحو 3830 مترا، وحجمه حوالي 44,300,000 متر مكعب.

وتصل سعته التخزينية والطاقة الإجمالية إلى نحو 169 مليار متر مكعب، ويمتد عرض السد إلى 22 كيلومترا، ويصل عمق السد إلى 90 مترا تقريباً.

سد بني هارون – الجزائر

يعد من أكبر سدود الجزائر ويقع في ولاية ملية في شرق البلاد على الوادي الكبير، حيث يمد 6 ولايات بماء الشرب.
 
ويتميز السد بطاقة تخزين تصل إلى ميار متر مكعب ودخل العمل عام 2003، بعد أن استغرق إنجازه حوالي 30 سنة وتم إنجازه من قبل شركة دراغادوس الإسبانية.

سد الموصل – العراق
يبعد سد الموصل “صدام سابقاً” 50 كم شمالا من مدينة الموصل مركز محافظة نينوى على نهر دجلة، شمال العراق، وتم افتتاحه عام 1986، ويبلغ ارتفاع السد 131 مترا وطوله 3.2 كيلومتر، ويعد السد الأكبر في العراق.

سد مروي – السودان

يقع السد الكهرومائي على مجرى نهر النيل قرب الشلال الرابع في جزيرة مروي شمال البلاد، وافتتح عام 2009، بطول يصل إلى 9.7 كم، وارتفاع يبلغ 67 متراً.

ويهدف إنشاء السد لتوليد الطاقة الكهربائية والحماية من الفيضان بالإضافة لتخزين مياه الري. 

سد الملك طلال – الأردن
يقع في محافظة جرش، وافتتح عام 1987، ويستعمل في توليد الكهرباء والري، حيث تصل سعته التخزينية إلى 75 مليون متر مكعب، بارتفاع يصل إلى 108 أمتار، وطول 350 مترا.

سد الملك فهد – السعودية

يقع جنوب المملكة في منطقة عسير على وادي بيشة، ويعد السد الذي افتتح عام 2009, أكبر سدود السعودية من حيث الطاقة التخزينية التي تصل لـ 193.64مليون متر مكعب من المياه.

سد الوحدة – المغرب
يعتبر أكبر سدود البلاد والثاني في أفريقيا بعد السد العالي، ويقع في إقليم تاونات، وتصل الطاقة الاستيعابية للسد الذي افتتح عام 1997 إلى ثلاثة مليارات و800 مليون متر مكعب.

مخاطر انهيار السدود
على الرغم من الفوائد الجمة لإنشاء السدود إلا أنها تحمل بذات الوقت مخاطر كارثية ومدمرة حال انهيارها، وهذا ما يجعلها أشبه بقنابل موقوتة تهدد حياة ملايين البشر.

وتتنوع أسباب مخاوف انهيار السدود من بنية السد ذاته، حيث إن من الممكن أن يسبب تآكل الجدران بسبب قدم السد انهياره، أو من طبيعة الأرض التي أقيم عليها السد، بالإضافة إلى الكوارث الطبيعية كالزلازل القوية والفيضانات المدمرة التي تفوق طاقة السد الاستيعابية هذا فضلا عن تأثيرات الحروب والنزاعات.

سدود خطرة
منذ عدة سنوات تتوالى التحذيرات من خطر انهيار بعض السدود في الدول العربية ورغم التطمينات التي تقابل تلك المخاوف، إلا أن كارثة درنة أعادت تسليط الضوء على السدود الخطرة في العالم ككل وفي المنطقة العربية بشكل خاص.

ومنذ بدء إثيوبيا ببناء سد النهضة عام 2011، تصاعدت التحذيرات من خطورة بنائه واحتمالية انهياره، إلا أن الدولة المذكورة مضت قدماً في إنشائه حتى أكملت الملء الرابع الشهر الماضي.

وتكمن خطورة سد النهضة في حجمه الهائل وتأثيراته التي تتجاوز إثيوبيا إلى مصر والسودان حيث يهدد انهياره حياة الملايين وقد يدمر مدناً بأكملها.

وكانت آخر التحذيرات على لسان عالم الجيولوجيا المصري عباس شراقي، الذي أكد أن سد النهضة أكبر من سدي درنة معا بحوالى 3000 مرة، كما أن منطقة سد النهضة تزيد عن درنة فى خطورة الفيضانات السنوية والانحدارات الشديدة، وفي النشاط الزلزالي الأكبر في القارة الأفريقية.

وقال شراقي إنه في حال الانهيار فقد تتعرض مصر والسودان لـ”قنبلة مائية” تعادل 1000 قنبلة مثل التي أطلقت على مدينة هيروشيما اليابانية، بحسب ما ذكر لموقع قناة “روسيا اليوم”.

سد الموصل – العراق
منذ بناء السد في ثمانينيات القرن الماضي، كشف خبراء ومنظمات دولية عن خطأ اختيار الموقع، حيث تمتاز تلك المنطقة بالصخور الكلسية المتآكلة سريعة الذوبان ما يهدد بانهيار السد في أي لحظة خصوصا مع النظر إلى الأوضاع المضطربة التي شهدها العراق.

ومنذ بناء السد تعمل الحكومات العراقية المتعاقبة على تدعيم أساسه بضخ مادة إسمنت خاصة في الفجوات التي تظهر تحت البناء، وفي حال توقف هذه العملية المستمرة فإن احتمالية انهياره تكون وشيكة جدا.

وكانت شبكة “ناشيونال جيوغرافيك” الأميركية آخر من دق ناقوس الخطر حول السد الذي وصفته بأنه الأخطر في العالم، والذي سيؤدي في حال انهياره إلى خسائر بشرية وأضرار كبيرة في المواقع الأثرية.

وتوقع التقرير أن انهيار الموصل سيؤدي إلى مقتل مليون ونصف المليون شخص، ممن يعيشون على ضفاف نهر دجلة في حال لم يتم إخلاء مسار الفيضان في الوقت المناسب في غضون ثلاث أو أربع ساعات.

سد بني هارون – الجزائر
في تموز 2020، ضربت هزتان أرضيتان شرق الجزائر وتسببتا في تضرر وتشققات ظهرت في جسم سد بني هارون، إلا أن السلطات الجزائرية نفت ذلك مؤكدة أن السد مصمم لمقاومة الزلازل، ولا حاجة لتفريغه.

وفي العام 2007، هدد الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة بإغلاق السد نهائياً حفاظاً على حياة آلاف المواطنين بعد تقارير عن ظهور بعض التسربات والتشققات فيه ومماطلة الشركات المشرفة عليه في صيانته.

وتهدد التسريبات جسم السد ما يضع حياة مئات الآلاف في خطر، ويهدد بإغراق خمس ولايات جزائرية على امتداد مجرى الوادي الكبير.

وتتركز تلك التشققات وتسريبات المياه في الجهة اليسرى لأساسات السد، والتي ظهرت في أحد أنفاق المراقبة داخل جسم السد إلى أن بلغت قوتها أكثر من 12 بارا، بحيث بدأت الأساسات تنغمر بالمياه بشكل كلي، ووصل معدل تسرب المياه إلى حوالي 270 ألف لتر في الساعة.

سد مأرب – اليمن
في آب 2020، تصاعدت المخاوف حول انهيار سد مأرب التاريخي، جراء السيول الجارفة التي لم يشهدها اليمن منذ عقود طويلة، حيث تصاعدت كمية المياه التي استقبلها خلال الأيام الماضية حتى زادت عن المستوى الطبيعي لأول مرة منذ إعادة بنائه عام 1986.

وتبلغ مساحة بحيرته 30 كيلومترا مربعا ويتسع لـ 400 مليون متر مكعب من الماء، فيما تعمل بوابة التصريف الخاصة به بطاقة قدرها 35 مترا مكعبا في الثانية وذلك لزوم ري حوالي 16 ألف هكتار من الأراضي الزراعية.

وفاض السد من ممراته الطبيعية باتجاه منطقة حديرجان من جهة الشرق، ما تسبب في جرف وتهدم مساحات زراعية واسعة، وسط تحذيرات من وصول مياه السد لمستوى قياسي غير مسبوق مع استمرار تدفق السيول، التي تشكل خطراً على السد والساكنين بجواره.

وليست السيول والفيضانات وحدها التي تهدد سد مأرب، فهنا الطمي “الطين” الذي يشكل خطورة بالغة على جسم السد حيث أشارت بعض التقارير إلى ارتفاع نسبة الطمي في سد مأرب بنحو 80 مليون متر مكعب من أصل السعة الاستيعابية الكلية لخزان السد.

وتزداد احتمالية انهيار السد مع كل فيضان في بحيرته، وغزارة الأمطار في الأعوام الأربعة الأخيرة، واستمرار تدفق السيول القادمة من أربع محافظات يمنية إلى السد بالتزامن مع انعدام جهود الصيانة.

سد الوحيدي – الأردن
مع تزايد معدلات هطول الأمطار مطلع العام الجاري، توالت التحذيرات من احتمالية انهيار سد الوحيدي الذي سيغرق مدينة معان بالكامل، عقب تسرب المياه من أحد جوانبه.

وحذر عضو مجلس النواب الأردني تيسير كريشان من أن مدينة معان قد تغرق بأكملها في حال انهيار سد الوحيدي الذي استقبل كميات كبيرة من المياه مؤخرا بسبب الهطل المطري الغزير خلال المنخفضات الجوية.

سد دربندخان – العراق
يتعرض العراق للخطر كل عام وخاصة حين يتعرض العراق لهزات أرضية تزايدت مؤخرا، بسبب قربه من خط الزلزال الذي يمر بإيران صعودا باتجاه تركيا.

وتتزايد المخاوف من أن تؤدي إحدى الهزات إلى انهيار السدود الكبرى في البلاد القريبة من خط الزلازل لا سيما سد دربندخان في محافظة السليمانية شمال شرق العراق، خصوصا أنه مضى على إنشائه أكثر من 60 عاما.

وفي تشرين الثاني عام 2017، تضرر جسم السد بشكل كبير جراء الزلزال الذي ضرب مدينة كرمنشاه الإيرانية وأدى لمقتل أكثر من 500 شخص.

عربي 21

Exit mobile version