تتوالى الرسائل الامنية منذ حوالى الشهرين، فتتنقل من منطقة الى اخرى وتباعاً، وكأن كل شيء مدروس في توقيت حساس ودقيق، قادر على إشعال الوضع الامني بدقائق، بالتزامن مع مطاردة الاجهزة الامنية منذ فترة لشبكات ارهابية، مهمتها زرع الفتن وضرب الاستقرار من خلال رسائل نارية، وضعت المخاوف في قلوب اللبنانيين، خصوصاً بعد ورود معلومات أن مناطق معيّنة ستكون عرضة لتوترات امنية، ومنها مناطق شمالية وجنوبية بحسب معلومات وردت الى مراجع امنية، تفيد ايضاً أن شبكات تحوي لبنانيين وسوريين وفلسطينيين تعمل لضرب الاستقرار، لكن بالتأكيد هنالك اجراءات استثنائية وتدابير احترازية متخذة من قبل الاجهزة اللبنانية المعنية في عدد من المناطق اللبنانية.
الى ذلك اتت حادثة إطلاق النار على السفارة الاميركية في عوكر مساء الاربعاء الماضي، لتطرح الهواجس والمخاوف والتحذيرات، لانّ سفارة بهذه الضخامة والاجراءات المشدّدة في كل ارجاء المنطقة، والحواجز التي تسبق وصول القادمين اليها، وعمليات التفتيش الدقيقة جداً تثير الريبة وتطرح الاسئلة، عن كيفية وصول مطلق النار ومساعديه الى مكان قريب جداً منها؟
وافيد في هذا الاطار أنّ التحقيقات توصلت الى بعض الخيوط ، من خلال كاميرات المراقبة المتطورة جداً، والتي ُتظهر ادق التفاصيل حتى على مسافات بعيدة، بحيث اظهرت المكان الذي اتجه اليه مطلق النار عبر الاحراج في المنطقة، لكن نتائج التحقيق ستبقى قيد الكتمان اقله في هذه الفترة بهدف سرّية التحقيق. وافيد بأنه تم إلقاء القبض على بعض المشتبه فيهم، ومن ضمنهم سوريون ولبنانيون وفلسطينيون وهم خضعوا للتحقيق، كل هذا دفع ببعض السفارات العربية والغربية المهمة الى ضرورة توّخي الحذر الشديد، لانهم في دائرة الخطر ايضاً وفق تقارير استخباراتية محلية ودولية، دعت الى اتخاذ إجراءات استثنائية في محيط تلك السفارات خوفاً من استهدافها، مع نصائح تلقتها المراجع الامنية اللبنانية من جهات اوروبية تبدي مخاوفها من تدهور الوضع في لبنان.
وفي السياق اشار مصدر امني، الى انّ بعض السفارات المعنية بالملف الرئاسي اللبناني، تسيّر في محيطها دورياتٍ وتعتمد أسلوب التفتيش في كل الأماكن القريبة منها، وهذه الاجراءات تدخل في إطار حماية السفارات الفاعلة في لبنان لحماية وجودها الديبلوماسي وهي في حال استنفار، كما طلبت دعماً من الاجهزة الامنية اللبنانية لزيادة العناصر المولجة حمايتها.
مع الاشارة الى انه سبق لسفارتي السويد والاتحاد الاوروبي، ان تعرضتا لإطلاق نار منذ حوالى شهر ونصف، ولم يتم الكشف عن الحادثتين منعاً لتوتير الاجواء، خصوصاً انّ تعرّض سفارة السويد يعود لأسباب دينية.
في موازاة ذلك تبلّع سياسيون معارضون من مسؤولين امنيين، ضرورة أخذ الحيطة في تنقلاتهم، خصوصاً في هذه الفترة، من ضمنهم رؤساء احزاب ونواب يًعتبرون من الصقور واصحاب المواقف الجريئة، من دون ان تستثنى شخصيات من الموالاة، لانّ الهدف توتير الاجواء او إيصال رئيس جمهورية على دروب ساخنة امنياً، او من خلال اغتيال شخصية بارزة لإجراء تسوية خارجية في الداخل اللبناني، الذي تتساوى اموره دائماً على المآسي.
الى ذلك لا يستبعد نائب معارض حدوث شيء ما هو قيد التحضير في هذه الفترة، ملمحّاً الى خضّة امنية كبيرة قد تنطلق من مخيم عين الحلوة، او اي مخيم للنازحين السوريين، بالتزامن مع قدوم اعداد كبيرة من الفئة الشابة المدرّبة على حمل السلاح، والتي بات قدومها الى لبنان في هذه الفترة معروف الاهداف، وهذا يعني ان التيقظ مطلوب بقوة كيلا نقع كلبنانيين في المحظور.
صونيا رزق – الديار