على ما يبدو أن الإيجابيات التي تحدّث عنها رئيس مجلس النواب نبيه بري في الآونة الأخيرة لم يعد لها أي وجود, حيث كان لافتاً تصريحه اليوم, والذي جزم فيه بأن مبادرته التي كانت تشكّل الفرصة الثمينة لتجاوز هذه الأزمة بحسب قوله, باتت غير موجودة.
في هذا السياق رفض عضو كتلة التنمية والتحرير النائب أشرف بيضون, القول بأن “الرئيس بري “نعى” الحوار, معتبراً أن هناك استياءً وراء عدم تقبّل الأفرقاء السياسيين لهذه المبادرة الإنقاذية”.وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت” قال بيضون: “لا أعلم لماذا تضع بعض القوى الساسية العرَبة أمام الخيل, علماً أن الحوار كان ليبدّد هواجس كل فريق كان يعترض عليه منذ أوّل مبادرة أطلقها الرئيس بري”.ورأى أن “هذه المبادرة حصرت الحوار بتوقيت زمني لذا سميّ بحوار الـ 7 أيام, واستبقت نتيجته, انه في حال تمّ الإتفاق كان به, وفي حال لم يتمّ يذهب جميعاً إلى مجلس النواب بجلسات متتالية ومفتوحة, حتى يتبيّن الدخان الأبيض من الأسود”.وعن ما يمكن القيام به الرئيس بري اليوم؟ أجاب بيضون: “نحن أصبحنا في فترة الإنتظار, فالرئيس ينتظر من رفض الحوار أن يقدّم البديل, معتبراً ان هذه اللعبة أصبحت قاتلة, فلا أحد يستطيع أن يتحمّل لعبة الإنتظار والدخول فيها”.ولفت إلى أن “بعض الأفرقاء لا تريد الحوار, والبعض الآخر يضع شروطاً مسبقة, إذا على أي أساس سينهض الحوار؟ مشيراً إلى أنه “في حال تم النزول عن الشجرة وغلّبنا المصلحة الوطنية على المصلحة الذاتية والشخصية, حتماً مبادرة الرئيس بري قائمة وستبقى قائمة, لأن الرئيس يريد العنب”.وعن كلامه السابق بأن الرئيس يفترض أن ينتخب قبل 15 تشرين المقبل؟ أجاب: “علينا ان نتفاءل, فكان هناك تعويل على أيلول, وأنه سيكون هناك إنطلاقة قوية لمبادرة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان بالتوازي مع مبادرة الرئيس بري, ولكن كان هناك محاولات لإجهاض هذه المبادرة, فانقضى الشهر ولن يكون ذيله بالرئيس مبلول”.وفي الختام, أمل بيضون “أن يحمل شهر تشرين الأول إنفراجة على هذا الصعيد, معتبراً أن كل يوم يمضي من تاريخ لبنان دون معالجة الإستحقاق الرئاسي, وإعادة إنتظام الحياة الدستورية, والسياسية إلى العمل وإلى عجلتها الطبيعية, سيدفع ثمنه المواطن اللبناني فقط”.