فجأة ومن دون سابق إنذار، شهد السوق اللبناني اجتياحا غير مسبوق لكابلات كهربائية مزوّرة، وزّعت على الأسواق اللبنانية بحجة أنها صادرة عن شركات مرخّصة ومعترف بها، حيث جرى التداول بها على نطاق واسع، لتكون قنابل موقوتة داخل المنازل وأماكن العمل نظرًا لعدم مراعاتها لأدنى معايير الجودة.
هذه الخطورة يترجمها أحد خبراء الطاقة خلال حديث مع “لبنان 24” إذ يشير إلى أن كابلات مزوّرة انتشرت بشكل غير اعتيادي داخل السوق اللبناني بأغلفة تابعة للشركات المرخّصة، ما يطرح علامات استفهام كبيرة لناحية السماح بتداولها، خاصةً وأنها تشكّل خطرًا كبيرًا نسبةً إلى إمكان ذوبان هذه الأسلاك ما سيؤدي تلقائيًا إلى احتراقها، وتأثيرها على النظام الكهربائي بشكلٍ كلي، ما يعني خطورة نشوب حرائق داخل المنازل وأماكن العمل.
ولكن من أين ظهرت هذه الأسلاك؟
بالعودة إلى عام 2021، يوم دخل لبنان نادي الدول المنتجة للطاقة المتجددة من خلال استخدام ألواح الطاقة الشمسية، رافق هذا التحول دخول أطنان من الأسلاك الكهربائية المزوّرة، إذ وبحسب معلومات لبنان 24 فإن عددًا كبيرًا من التجار استغل فرصة “الفلتان” وبدأ يُدخل هذه الأسلاك بحجة “ضرورات المهنة”، ليتم توزيع قسمٍ منها على الأسواق في مختلف المناطق اللبنانية، والقسم الآخر كان يتم بيعه مع ألواح الطاقة بحجة أن هذه الأسلاك مصدرها شركة إنتاج هذه الألواح، ليقع المستهلك اللبناني تحت عملية احتيالٍ من قبل التاجر أو حتى متعهدي الورش الذين رأوا في هذه الحيلة فرصة لمضاعفة أرباحهم.
ومن هنا تؤكّد معلومات “لبنان 24 ” أن مشاهد احتراق ألواح الطاقة الشمسية في مختلف المناطق اللبنانية يتلخص سببها الأول بالكابلات المزورة التي لا تتحمل كمية الطاقة المصدّرة عبرها، خصوصا وأن هذه الكابلات غير مجهّزة أصلا للاستخدام داخل ورش البناء أو أماكن العمل والمشاريع الضخمة.
على مقلب آخر توضح مصادر وزارة الطاقة لـ”لبنان 24″ أن كمية الإستهلاك الكبيرة لهذه الأسلاك ارتد بشكلٍ سلبي على عمل الطاقة الكهربائية لناحية أنّها تسحب كمية كبيرة من الطاقة التي تضيع من دون أي استفادة منها، كما وأنها تعتبر عاملاً أساسيًا لناحية التأثير على عمل الشبكة الكهربائية، إذ إن آثارها السلبية لا تقلُّ خطورةً عن التعديات على الشبكة الكهربائية التي أجّجت اصلا أزمة الكهرباء الحالية.